بعد استلام تلك المساعدات و مباشرة المجلس المحلي بتوزيعها على المحاصرين داخل المدينة تبين أنّ أغلب أكياس الأرز قد خلطت بالزجاج أو بروث الحيوانات في خطوة جديدة من أجهزة المخابرات السورية لاستفزاز المحاصرين داخل المدينة و ليست تلك الواقعة الاولى من نوعها، ففي العام الماضي حصلت ما يشابهها في مضايا حيث دخل إلى البلدة كمية كبيرة من البسكويت المنتهي الصلاحية، و في المعضمية دخلت مساعدات مخلوطة ببعضها البعض بطريقة يصعب على الدواب تناولها، و في داريا ايضاً دخلت الصناديق من دون مساعدات، أما في الوعر فقد تفاجأ الأهالي بوجود الأكفان داخل صناديق المساعدات .
لم يقف المجلس المحلي في مدينة الزبداني مكتوف الأيدي حيال هذا الموضوع، حيث تواصل مع رئيسة البعثة في دمشق والتي كلفت شخصاً من منظمة (OCHA) لأخذ عينات من الأرز غير الصالح للاستخدام البشري أو الحيواني إلاّ أنّ ميليشيات حزب الله منعت تسليم تلك العينات من خلال منع الوفد التابع لمنظمة (OCHA) من دخول المدينة المحاصرة.
اقرأ أيضاً : وباء التهاب السحايا يفتك بـ «مضايا» برعاية حزب الله والأمم المتحدة
عامر برهان مدير الهيئة الطبية في مدينة الزبداني قال : ” إنّ أجهزة المخابرات السورية متغلغلة ضمن منظمات الأمم المتحدة في دمشق و غيرها من المدن. الغاية دائماً من هذه التصرفات هي الضغط على المحاصرين و إرغامهم على مغادرة أراضيهم حيث تندرج هذه السياسة ضمن سياسات الإكراه المودي إلى التهجير القسري في النهاية”.
أما حسام محمود الناشط في المجال الإعلامي داخل بلدة مضايا فيقول : “من المستحيل أن تدخل شحنة مساعدات إلى المنطقة و أن تمرّ مرور الكرام، فإمّا يتمّ إرسال مواد غذائية منتهية الصلاحية لنا، أو تفرغ الصناديق من محتوياتها كما حصل سابقاً حيث أفرغت الصناديق من مادة “التونة” وذلك ضمن قافلة المساعدات التي دخلت في شهر آذار هذا العام”.
إقرأ أيضاً: شهادة من داخل مضايا: هكذا يستبيحنا حزب الله
و عند سؤاله عن المسؤول عن مثل هذه الأفعال قال محمود : ” إنّ أجهزة المخابرات السورية المتغلغلة داخل منظمة الأمم المتحدة هي المسؤول الأول و الأخير عن مثل هذه الأفعال و غايتها دائماً إكراه المواطنين لمغادرة أراضيهم .
الجدير بالذكر أنّ مدينة الزبداني قد في اتفاقية المدن الأربعة ( الزبداني – مضايا – كفريا – الفوعة )بتاريخ 23/09/2016 و منذ ذلك التاريخ و البؤس و المعاناة حليف المحاصرين .
الجنوبية ِ