طالب سليمان الناصر أمين فرع الحزب بالحسكة بضرورة زيادة الدعم المادي والمعنوي لأسر الشهداء، ولفت الناصر خلال لقائه لجنة أسر الشهداء إلى اتخاذ عدة قرارات، منها منح 100 ألف ليرة لأسر الشهداء أثناء تقديم واجب العزاء ومعاملة الجرحى والمصابين في الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي معاملة الشهداء في الدعم المادي والمعنوي، وتخصيص مقاعد لأسر الشهداء في الكليات الجامعية أثناء إجراء المفاضلة الجامعية، حسب مانشرت صحيفة البعث التابعة للنظام.
بالطبع فيحق لأسرهم مالا يحق لغيرهم، فقد استشهد أبناؤهم بحسب زعم النظام دفاعا عن الوطن وقائد الوطن، وفي سبيل دحر الإرهاب والمسلحين الذين يسعون لدمار البلاد ولزرع الفتنة بين الشعب، لكن الواقع يختلف كليا عن روايات النظام ومزاعمه وبشهادة كثير من السوريين، فالنظام السوري وبتقارير موثقة من الشبكة السورية لحقوق الإنسان يصنف بالدرجة الأولى بحسب الجهات المسببة للقتل في سوريا منذ اندلاع الحرب.
وبحسب تقرير صدر مؤخرا عن الشبكة، فإن النظام السوري بدأ قبل تَشكُّلِ بقية الأطراف بعمليات القتل عبر إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ثم تدرَّج في استخدام الأسلحة، من الدبابات إلى المدفعية إلى الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة وصواريخ سكود، إضافة إلى عمليات التعذيب حتى الموت داخل مراكز الاحتجاز التابعة له، حيث بلغت حصيلة الضحايا على يد النظام السوري 188729 مدنياً.
وبغض النظر عما يطالب به أمين فرع الحزب، فإن عشرات المدنيين ممن لاذنب لهم ولا دخل لهم من قريب ولا بعيد وليس لهم ضلوع بالمساهمة في هذه الأحداث، قتلوا في سوريا جراء قصف طائرات النظام والطائرات الروسية بشكل عشوائي منازلهم وممتلكاتهم، فخلفوا الدمار ويتموا أطفالا ورملوا نساء، دون أن يأبهوا أو يكترثوا لذلك، بل على العكس فباعتبارهم جميع المدنيين ممن يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة إرهابيون، ومتعاملون مع المعارضة المسلحة في سبيل خراب البلد.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ترى ماهو التعويض الذي يمكن أن يخفف عن عوائل الشهداء والمعتقلين في سجون النظام؟، وهل التعويض المادي بقيمة 100 ألف ليرة الذي اقترحه أمين الفرع سينسي أما لوعتها بفقدان ابنها بغض النظر عن المسبب بالقتل؟.
فكما هو معروف عن جيش النظام، يرسل الجنود الذين لا يمتلكون دعما أو كما يسمى في سوريا “واسطة” للقتال على الجبهات، والعناصر المدعومين ينتشرون على حواجز التفتيش في المناطق البعيدة عن الاشتباكات لتشليح أموال المدنيين بهدف تسهيل عبورهم، وأخيرا يصرفون مبالغ زهيدة لعوائل من يقتلون في الجبهات بهدف إسكاتهم وضمان بقائهم جانب النظام.
مهما حاول مسؤولو النظام أن يلمعوا صورتهم التي باتت مشوهة كليا عند معظم الشعب السوري، لن يتمكنوا من ذلك، فأموالهم التي يعدون بها والتي من الممكن أنها مجرد حبر على ورق لن ترتقي لدرجة التنفيذ، لن تعيد الميت للحياة ولن تعيد سوريا كما كانت.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد