وأضاف (بشارة جمعة) في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء “المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة”.
ودون أن يذكر جهة بالاسم قال إن “جهات سياسية استغلت الاحتجاجات التي سقط فيها ثمانية قتلى على الأقل خلال اليومين الماضيين”.
وقال “برزت بعض الجهات السياسية في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقا لأجندتهم السياسية وهو الأمر الذي وضح جليا في بياناتهم المنشورة”.
ومضى قائلاً إن “الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن خلال اليومين الماضيين تعاملت معها قوات الشرطة والأمن بصورة حضارية دون كبحها أو اعتراضها بحكم أن المواطنين يمارسون حقا دستوريا مكفولا لهم وبحكم أن الأزمة معلومة للحكومة وتعكف علي معالجتها”.
ويتزايد الغضب العام في السودان بسبب ارتفاع الأسعار ومصاعب اقتصادية أخرى منها تضاعف أسعار الخبز هذا العام ووضع حدود للسحب من البنوك. ويبلغ معدل التضخم بالسودان 69 في المئة وهو من أعلى المعدلات في العالم.
اتساع رقة التظاهر
شهد السودان يومي (الأربعاء) و(الخميس) مظاهرات حاشدة وطالب بعض المشاركين فيها بالإطاحة بالرئيس عمر البشير وتعد المظاهرات من أكبر الاحتجاجات منذ عام 2013 حين خرجت حشود للشوارع للاحتجاج على تقليص الدعم الحكومي.
وقال مسؤولان لمحطة (سودانية 24 التلفزيونية) إن “ستة قتلى سقطوا في مدينة القضارف بشرق السودان وسقط اثنان آخران في ولاية نهر النيل الشمالية”. ولم يذكرا تفاصيل عن كيفية مصرعهم.
وذكر شاهد أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على نحو 500 شخص في الخرطوم ثم لاحقتهم في الشوارع واعتقلت البعض، وفق وكالة رويترز.
وردد بعض المحتجين “الشعب يريد إسقاط النظام”، شعار احتجاجات الربيع العربي التي أطاحت بحكام في المنطقة عام 2011.
وقال (مبارك النور) النائب المستقل بالبرلمان عن مدينة القضارف في تصريحات لـ (رويترز) إن الوضع في المدينة أصبح خطيرا وإن الاحتجاجات تطورت إلى حرائق ونهب وبات الأمر حاليا خارج السيطرة.
ويواجه اقتصاد السودان صعوبة بالغة للتعافي بعدما فقد ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وهو المصدر الأساسي للعملة الصعبة، منذ أن انفصل الجنوب في عام 2011 آخذا معه معظم حقول النفط.
“مندسون”
وبدا واضحاً في بيان المسؤول السوداني استخدامه مصطلحاً انفرد في إطلاقه نظام الأسد في سوريا منذ عام 2011 مع خروج الملايين في مظاهرات لإسقاطه، حيث روج الأسد آنذاك إلى مصطلح “مندسون” لكي يشكك بأعداد المتظاهرين الذين يخرجون ضده أو بصدق مطالبهم.
وتتزامن مظاهرات السودان مع زيارة سرية قام بها قبل يومين رئيس السودان (عمر البسير) إلى دمشق حيث تم نقله بطائرة روسية للقاء بشار الأسد، ولم يتم الإفصاح عن الزيارة إلا بعد عودته للسودان.