شهدت المرحلة الأولى من الثورة انشقاق الكثير من العناصر من صفوف قوات النظام وانضمامهم لصفوف الثوار للدفاع عن أهلهم وأرضهم، ولكن بعد التدخل الروسي بمختلف المستويات العسكرية والسياسية وحتى الإعلامية والنفسية وبثه للكثير من رسائل التفرقة بين السوريين وبعد خدع المصالحة التي أوقع بها كثيراً من الشباب في المناطق التي احتلها اختفت هذه الظاهرة، ولإعادة تفعيلها أنشأ عدد من الناشطين “المركز السوري للسلامة والإنشقاق” الذي أخذ على عاتقه تأمين انشقاق عناصر النظام وعناصر المصالحات ممن غُرر بهم، وكان آخرهم العنصر”ابراهيم نزار الطويل”.
وروى مصدر من المركز فضّل عدم ذكر اسمه لـ”زمان الوصل” أن العنصر الطويل مواليد بلدة “ببيلا” –جنوب دمشق 1998 هو أحد العناصر الذين خُدعوا بخدعة التسوية التي تلاعب بها الاحتلال الروسي بعقول شبابنا، وتمكن المركز من تأمينه وإيصاله إلى بر الأمان في الأيام الماضية، وتم تخييره بين البقاء في المناطق المحررة أو الانتقال إلى أي مكان يشعر فيه بالأمان حتى لو كان خارج سوريا وبطرق مختلفة.
وأردف محدثنا أنه مع عدد من الناشطين تلقوا الكثير من الاتصالات من عناصر المصالحات بسبب أوضاعهم الصعبة وتصفية واعتقال عدد كبير منهم إضافة إلى حالة الارهاق والتعب التي يعاني منها الجنود في صفوف الاحتلال الروسي خاصة وأن بعضهم مضى على الاحتفاظ به أكثر من تسع سنوات، إضافة إلى كثير من الشباب السوريين الذين اعتقلوا من جامعاتهم وأماكن عملهم المدنية ليتم زجهم على جبهات القتال في مواجهة إخوانهم السوريين. وتابع أنه اجتمع مع مجموعة من المتطوعين في عدد من المجالات وعملوا على تأسيس “المركز السوري للسلامة والانشقاق” الذي يضم بصفوفه عدداً من الأحرار أصحاب الاختصاص وقاموا -كما يقول- بالتنسيق مع مختلف الفصائل على الساحة الثورية لمساعدتهم في هدفهم بإنقاذ هؤلاء الشبان من خطر الموت أو التصفية أو الاعتقال الذي ينتظرهم، وتأمين هروبهم بعيدًا عن هذه الحرب التي يفتعلها الاحتلال الروسي بين السوريين، علماً أن عمليات تأمين المنشقين لا تقتصر –كما يؤكد-على نقاط الجبهات المشتعلة وإنما يستطيع فريق المركز الوصول إلى أي مكان في سوريا وتأمين الراغبين بالانشقاق فيه.
ولفت المصدر إلى أن الهدف الأول من إنشاء المركز إعداد الجنود والضباط الذين تستغلهم قوات الاحتلال الروسي في حربها ضد الشعب السوري للحصول على فرصة النجاة من قبضة الاحتلال الذي يزجهم في معارك بلا فائدة وتودي بحياتهم.
ونوّه محدثنا إلى وجود الكثير من الصعوبات اللوجستية في عمل المركز يصعب الحديث عنها، ولكن بمساعدة الجميع تجاوزوا هذه الصعوبات وباتوا-كما يقول- قادرين على تأمين انشقاق أي عنصر يخدم في صفوف الاحتلال أو مؤسسات عصابة الأسد المدنية أو العسكرية، وخلال بضعة أيام من إعلان المركز بخطط وتكتيكات مختلفة.
واعتذر المصدر عن الإفصاح عن هذه الخطط لضمان سلامة ونجاح العمل، مكتفياً بالقول إن المركز المستحدث تمكن من تأمين عدد من الجنود إضافة إلى تأمين شخصية هامة في مؤسسات حكومة الأسد سوف يتم الإعلان عن هويتها خلال الأيام القليلة القادمة.
نقلا عن ” زمان الوصل “