تعتبر اللشمانيا من الأمراض التي تنتشر في كثير من بلاد العالم ومن هذه البلاد السعودية والعراق وسورية
وذكر مؤخرا عن حالات انتشار مرض معروف باسم (حبة حلب) في سوريا.
إن الحرب الأهلية في سوريا كانت السبب الرئيسي في انتشار وباء اللشمانيا، وذلك نظرا للظروف السيئة التي خلفتها الحرب في مناطق متفرقة من سوريا، حيث ساعدت هذه الظروف على تأمين بيئة خصبة لتكاثر ذبابة الرمل وخصوصا بعد تدمير المنشآت الطبية وقلة الخدمات الصحية كالماء والغذاء ولاسيما في المناطق المحاصرة والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة كالرقة ودير الزور والحسكة وهناك 60 إصابة قد وقعت لمهجري بلدة القصير.
ذبابة الرمل المسببة لهذا المرض، أو ناموسة الرمل تكون صغيرة جدا وعندما تقوم بلدغ شخص تظهر عليه أعراض المرض خلال شهرين إلى ستة أشهر وهذا يعني إمكانية انتشار المرض بشكل كبير في مناطق مجاورة.
فمن الممكن أن يلدغ شخص في سوريا ثم ينزح إلى بلد مجاور دون أن يدري أنه مصاب بأي مرض ولا يكتشف ذلك غلا بعد مرور وقت مما يسمح في إمكانية حدوث العدوى للآخرين وانتشار المرض.
مرض اللشمانيا
إن مرض اللشمانيا مرض طفيلي المنشأ تسببه تلك الحشرة الصغيرة التي تدعى (ناموسة الرمل) وهي حشرة لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادي، يزداد نشاطها ليلا ولا تصدر صوتا عند طيرانها مما تحول دون الشعور بلسعها، تنقل هذه الذبابة المرض (اللشمانيا) عن طريق مصه من دم المصاب ثم تنقله إلى دم الشخص السليم فينتقل له المرض.
تصيب اللشمانيا الأعضاء الداخلية الباطنية في جسم الكائن الحي سواء أكان حيوانا أو انسانا ً كالكبد والطحال ونخاع العظم وفي حال الإصابة بالمرض يشعر المريض بالحمى والتعب ويكون لديه تضخم في الكبد والطحال والغدد المفاوية، كما يظهر لديه في فحوصات الدم نقص في الكريات الدم وهو في بعض الحالات يصبح خطيرا ووفقا لجريدة (ديلي ميل ) البريطانية يعجز الأطباء عن إيجاد علاج له.
أما النوع الآخر من اللشمانيا فهو اللشمانيا الجلدية وهي تظهر بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء سواء أكانت صغيرة أم كبيرة
ترافقها تقرحات وإفرازات متيبسة على سطحها لا تلتأم بسرعة، إذ تظهر عادة هذه الآفات في المناطق المكشوفة من الجسم.
أما النوع الثالث من مرض اللشمانيا فهو اللشمانيا الجلدية المخاطية وهي عبارة عن إصابة جلدية مع إصابة الاغشية المخاطية ويعد هذا النوع من اللشمانيا أسوء من قبله لكونه يسبب تشوهات دائمة في الوجه، وخصوصا منطقة الأنف، إذ تؤدي إلى تلف الحاجز الأنفي وهي منتشرة إلى حد كبير، فمعدل الإصابة بها ((مليون ونصف)) شخص سنويا حول العالم.
طرق الوقاية من اللشمانيا (حبة حلب)
يمكن التخفيف من نسبة الإصابة باللشمانيا بشكل كبير في حال تم اتباع الارشادات التالية:
1- ارتداء ملابس ذات اكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم ويمكن رش الناموسية بمادة (بيرمثرين) وهي من المبيدات الحشرية الفعالة،
2- كما يمكن دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة للذبابة الرمل تسمى DEET
3- التحصين باللقاح، وتعتبر الطريقة المثلى للوقاية من الإصابة المشوهة المحتملة في الوجه والأماكن البارزة من الجسم وتمتد مدة التحصين لسنة كاملة.
ووفقا للأطباء فإن التغلب على هذا المرض يتوجب التبليغ المبكر عنه، بالإضافة لتدريب الأطباء للتعامل مع هذا المرض ومحاولة تحسين الأوضاع داخل مخيمات اللاجئين وضرورة مراقبة كافة الأوضاع حتى بعد القضاء على المرض وانحساره.
مجلة الحدث_ نور سالم
طبيبك
=============================