لم يعتد الشعب السوري قبل سنوات الحرب على كلمة دولار، ونسبةٌ كبيرةٌ منهم لم تكن تعرفه و تتداوله، فالليرة السورية واستقرارها كان طاغياً آنذاك.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على #انتهاك_الحقوق وضياعها
45 ليرة، السعر السائد للدولار قبل أن يبدأ الأسد حربه الضروس على شعبه، ويدمر اقتصاده وخيرات بلده، حتى وصل الحال بالليرة السورية إلى الحضيض، لتسجّل اليوم 3 آلاف و 600 ليرة للدولار الواحد.
مع سنوات الثورة الأولى، وفي تموز/يوليو 2013، ارتفع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، بنسبةٍ وصلت قرابة 700% مسجلاً الدولار الواحد 310 ليرات سورية، وذلك بعدما ساءت الأحوال واشتدت وتيرة الحرب السورية، مع التخوف من عملٍ عسكريٍّ أمريكيٍّ محتملٍ على سوريا.
وبحسب صفحة أسعار الدولار لحظةً بلحظة، كان سعر الدولار مستقراً في أيار/مايو 2015، مسجلا 275 ليرة سورية للدولار الواحد، ليسجل في آخر أيام عام 2015 أسعاراً وصلت إلى 400 ليرة سورية للدولار الواحد.
ومع ازدياد وتيرة الحرب في 2016، بدأت الليرة السورية تهبط لمستوياتٍ قياسيةٍ جديدةٍ، متجاوزةً حاجز ال 600 ليرةٍ سوريةٍ في أيلول 2016، لتسجل 650 ليرةً للدولار الواحد حسب موقع “الليرة اليوم”.
جاء ذلك الارتفاع بعد عملياتٍ عسكريةٍ لقوات النظام على محافظة إدلب، بالإضافة للحصار المفروض على النظام آنذاك، والذي أربك عمليات الاستيراد والتصدير.
استقرت الليرة السورية وارتفعت قيمتها خلال عامي 2017-2018، لتسجل أسعاراً بين 450-550 ليرةً سوريةً، لتبدأ هبوطها التاريخي والمتسلسل مع بداية عام 2019 وحتى اليوم.
بدأ عام 2019 بسعر صرفٍ لليرة السورية بلغ 500 ليرة، لتصل مع نهاية العام في 31 كانون الأول إلى 911 ليرة سورية، بارتفاع 411 ليرة خلال العام، رغم تدخلات مصرف سوريا المركزي ومبادرات استحداث صندوقٍ لدعم الليرة السورية بمشاركة رجال الاقتصاد السوري، والتي حسّنت سعر الصرف قليلاً ليخرج عن السيطرة بعد أيامٍ.
خلال الأسبوعين الأوليين من عام 2020، فقدت الليرة السورية ثلث قيمتها، لتسجل 1200 ليرة للدولار الواحد، ومع استمرار العقوبات، وصل سعر صرف الدولار في منتصف أيار/مايو، إلى 1850 ليرة سورية، في أسواق العاصمة دمشق، بينما ناطح الدولار سقف ال 2000 ليرة في أسواق إدلب شمال سوريا.
وجاءت تلك التدنيات في سوق الصرف مع فرض العقوبات الأمريكية على النظام وحركته الاقتصادية، وسوء العلاقات بين رجل الاقتصاد الأول “رامي مخلوف” ونظام الأسد، بالإضافة لعدم الاستقرار في لبنان والتي منعت تدفق الدولار نحو مناطق سيطرة النظام.
واليوم مع نهاية شباط/فبراير 2021، تسجّل الليرة السورية هبوطاً مستمراً وأرقاماً قياسيةً جديدةً، وصلت بحسب موقع الليرة اليوم إلى 3 آلاف و 600 ليرةٍ سوريةٍ للدولار، فهل ياترى ستشهد الليرة هبوطاً قياسياً جديداً أم ستعاود تحسّنها أمام العملات الأجنبية.؟
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب