اعتبر مسؤول التواصل مع المنظمات في معضمية الشام عمار أحمد أن اللسان يعجز عن وصف الوضع الإنساني في معضمية الشام الواقعة غربي دمشق والمحاصرة بقوات النظام السوري، حيث يأكل الناس القطط وأوراق الشجر والقمامة.
وقال أحمد في حلقة 2/1/2016 من برنامج “حديث الثورة” التي ناقشت أوضاع عشرات آلاف المدنيين في مدن ريف دمشق بين حصار قوات النظام السوري لتهديدها بإبادتهم جماعيا وصمت المجتمع الدولي “من المؤسف أن ما يتم من حصار وتجويع من قبل النظام لمدن ريف دمشق يتم بمباركة المجتمع الدولي”.
وأضاف أن مقرات الأمم المتحدة لا تبعد عن تلك المدن المحاصرة سوى مسافة أقل من عشر دقائق بالسيارة، مشيرا إلى أن مبررات المسؤولين عن تلك المقرات هي أن قوات النظام لا تسمح لهم بدخول هذه المدن، وقال “هذه أكاذيب، فعندما قصفت قوات النظام معضمية الشام بالسلاح الكيميائي في السابق دخلت قوات الأمم المتحدة هذه المدينة خلال 24 ساعة لأن ذلك كان يشكل إهانة لها”.
ونفى عمار أحمد وجود أي تنظيمات إرهابية في مدينتي معضمية الشام وداريا حسب ما تدعي قوات النظام، مشيرا إلى أنها أغلقت المعبر الوحيد لمعضمية الشام بهدف الضغط على سكانها المدنيين لإخلائها ومغادرتها إلى مناطق أخرى تخضع لسيطرتها.
من جهتها، أعربت مسؤولة التواصل مع المنظمات الدولية في الائتلاف السوري الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نورا الأمير عن أسفها للصمت الدولي والأممي إزاء حصار وتجويع قوات النظام السوري لمدن ريف دمشق.
وقالت إن هناك مشاهد لا يمكن عرضها من شدة قسوتها للموت البطيء لسكان تلك المناطق بسبب سياسة العقاب الجماعي والحصار والتجويع التي يستخدمها النظام ضدهم بسبب مطالبهم السياسية المناهضة للنظام.
واتهمت نورا الأمم المتحدة “بالانحياز التام للنظام السوري القاتل”، وتساءلت “إذا كان النظام لا يسمح للأمم المتحدة بدخول تلك المناطق كما يقول مندوبوها فما هو دور الأمم المتحدة إذن في سوريا؟”.
أما بخصوص الجامعة العربية ودورها فقالت “إننا نترحم على الجامعة العربية وعلى الضمير الإنساني الذي مات على أعتابها”.
سوريا المفيدة
وبشأن من يتحمل مسؤولية ما وصل إليه حال المدنيين في مدن ريف دمشق، قال الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان “إن الحرب الوحشية الدائرة في سوريا وغياب الإرادة السياسية في الوصول إلى حل سياسي والصراع الدولي هما مصدر هذه المعاناة”.
ونفى شومان أن يكون هدف هذا الحصار تغييرا ديمغرافيا للبلد وتأمين حدود سوريا المفيدة أي تلك التي ستضمن للرئيس بشار الأسد سنوات أخرى في الحكم، وقال “هذا غير صحيح ولا يستطيع أحد إلغاء 18 مليون مسلم سني في سوريا، وما يحدث في معضمية الشام لا يهدف لتهجير أهلها فالمعضمية منطقة عسكرية وكل ما يجري فيها سببه أن كل الحروب غير أخلاقية.
في المقابل، قال الكاتب والإعلامي السوري المعارض غسان إبراهيم إن النظام السوري هو من يحاصر المدنيين، وهو الذي يتحمل مسؤولية ما يجري لهم إلى الدرجة التي تضطرهم لأكل القطط والكلاب والقمامة.
وأضاف أن النظام يريد تركيع معضمية الشام ويجري فيها عملية تطهير طائفي بتهجير أهلها السنة كما حصل في الزبداني والتي قال إنها كانت عارا على الأمم المتحدة بمباركتها تلك العملية.
واعتبر أن النظام يتلاعب بالهدن التي يبرمها مع سكان أي مدينة في سوريا لتحقيق مكاسب في المفاوضات المرتقبة مع المعارضة إن حدثت.
ورأى أن النظام يسعى إلى تهجير المكون السني من سوريا لتحويل البلد إلى سوريا المفيدة ليتمكن من السيطرة عليها بأكملها.
الجزيرة