اتحاد الديمقراطيين السوريين – هاشم العبد الله
شارف الفصل الدراسي الأول على الانتهاء، ومازالت مدارس محافظة ادلب الواقعة بالمناطق المحررة، والتي لا تتلقى أي دعم من قبل مؤسسات النظام, تعاني من نقص كبير في المستلزمات، ووسائل التعليم وأجور المعلمين، حيث يعمل جلّهم تطوعاً بعد أن تم فصلهم من وظائفهم لمشاركتهم بالحراك الثوري.
المستلزمات وقلة الدعم:
ولعلَّ مديرية التربية الحرة بادلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة, هي المنظمة الوحيدة والرسمية التي ترعى شؤون المدارس في المناطق المحررة والمخيمات وبعض الجمعيات الأهلية.
(السّيد جمال الشحود) مدير التربية في ادلب قال لـ (إتحاد الديمقراطيين السوريين): “إن عدد المدارس التي تخلى عنها النظام تجاوز 150 مدرسة -وهناك مدارس لم يتم حسبانها بسبب تدميرها بشكل كامل بفعل القصف الممنهج لقوات النظام لها- وتضم ما يقارب 16000 طالب وطالبة وأغلبها بحاجة إلى ترميم.
أما بالنسبة لما تم تأمينه للمدارس في الفصل الأول قال الشحود: “استطعنا تأمين في هذا الفصل, الكتب, والمقاعد الدراسية, و القرطاسية, أما ما يخص الترميم تم الموافقة على ترميم 55مدرسة من قبل وزارة البنية التحتية، والزراعة، والعمل سيبدأ في هذا الأسبوع عبر كادر كلفته الوزارة بهذا العمل.
ويضيف الشحود: ” وعدنا برواتب للزملاء المفصولين التابعة لمديرية التربية الحرة، وأنا أعمل على تجهيز ذاتيتهم, وتم تأمين سلة إغاثة لكل معلم تقدر ب50دولار أمريكي كنوع من التشجيع, لأن أغلبهم يعملون تطوعاً منذ عامين تقريباً دون أي مقابل.
قصف المدارس من قبل قوات النظام:
لم تقف قلة الدعم في وجه المسيرة التعليمية فحسب بل تهديم المدارس، واستهدافها من قبل قوات النظام بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية، شكل عائقاً، وسبباً في حرمان مئات الطلاب من التعليم، حيث استهدفت قوات النظام في نهاية شهر نيسان من عام 2013 مدرسة الشهيد علي الخطيب الابتدائية في قرية المغارة بجبل الزاوية بأربع قذائف صاروخية، أدت لمجزرة مروعة راح ضحيتها أربعة عشر تلميذاً، وعشرات الجرحى، وتهدم أجزاء كبيرة من المدرسة.
سهام بيطار(38عاماً) أمٌّ لطفلين تقول:” أخشى من إرسال طفليَّ إلى المدرسة خاصةً بعد تعرض مدرسة قريتنا للقصف السنة الماضية (2014) م ، لكن بذات الوقت أرى مستقبلهما يضيع أمام عيناي، ولا يوجد حل آخر ألجأ إليه.
استخدام الأقبية بدلاً عن المدارس:
في ريف جسر الشغور أغلب المدارس لم تعد تصلح للتعليم جراء قصف النظام لها, فاضطر المعلمون للتدريس بالأقبية من خلال تجهيزها بأموال تم جمعها من الأهالي، حيث تؤمن أماناً نسبياً للطلاب وذويهم، ولكن ترافق ذلك بمشاكل عدة، فالقبو يفتقر للتهوية والإنارة في ظل قطع الكهرباء عن المناطق المحررة.
ويعد عام 2014 هو الأسوأ تعليمياً، حيث تم استهداف أربعون مدرسة بالبراميل المتفجرة، وفصل 300معلم من وظائفهم بعد أن حول النظام تسليم الرواتب للمناطق المسيطر عليها، ما دعا الكثيرين لترك وظائفهم خشية الاعتقال.
وتشير الأنباء حسب مراقبون إن استمر الوضع على هذا الحال لنهاية عام 2015 سيفقد أكثر من ألفين طفل تعليمهم موزعين على المناطق المحررة والمخيمات.
المصدر: موقع اتحاد الديمقراطيين السوريين