ماهر الحاج أحمد – المركز الصحفي السوري 12/1/2015
إن الأوضاع المعيشية والاجتماعية والصحية السيئة التي يعيشها اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء اللبنانية، مرشحة للأسوأ فالقسم الأكبر من هؤلاء اللاجئين يعيش في خيم عشوائية غير مجهزة لمواجهة التقلبات المناخية، الأمر الذي فاقم من الأوضاع الصحية الخطرة لدى اللاجئين، لا سيما منهم الأطفال والعجزة.
حيث أن إقفال بعض المستوصفات والمراكز الصحية التي كانت تخفّف من الآثار السلبية للواقع الصحي المأزوم، في حين أن القسم الآخر من هذه المراكز، تعاني صعوبة الاستمرار إذا لم تتلقى الدعم اللازم لذلك.
“مخيم “خربة داوود” للاجئين السوريين في عكار اللبنانية، من أكثر المخيمات التي تعاني أوضاعا مأساوية للغاية.
حيث أن سوء هذه الأوضاع يعود بالدرجة الأولى إلى الإدارة القائمة على أمور المخيم، الذين يمثلون هرم الفساد والغش والسرقة والمعاملة المتغطرسة التي يمارسونها على هؤلاء النازحين الضعفاء، الذين جابهوا نظام الأسد المتغطرس رغم كل الأساليب التي إستخدمها بحقهم، وذلك عندما كانوا في بيوتهم وأوطانهم، ليلاقوا ظلما وقهرا وتسلطا، من أبناء جلدتهم، خارج بيوته، وخارج أوطانهم.
حيث قام ومنذ فترة وجيزة، مجموعة من المتبرعين من أهل الخير، بزيارة مخيم ” خربة داوود” هذا، لتقديم مجموعة من المساعدات الإنسانية لهؤلاء النازحين المفتقرين لأدنى مقومات العيش البسيط التي يجب أن يتمتع بها الإنسان، وبعد دخولهم إلى المخيم والبدء بتوزيع المساعدات، يتفاجؤون بالقائمين على المخيم،والمتمثلين بكل من الشيخ “ربيع مرعب” و”أبو يوسف” أحد المسؤولين عن المخيم أيضا والتابع للشيخ مرعي، يهرعون إليهم، ويبادرونهم بتصرفات العنجهية، وأفواههم ممتلئة بالألفاظ المشينة المعبرة عن الغضب، لماذا؟
لأنهم قاموا بتوزيع هذه المساعدات دون الرجوع إليهم، أو إستشارتهم على حد تعبيرهم، وتصرفهم هذا نابع من نية السرقة والتكتم على المساعدات التي تأتي إلى المخيم، كي لايعلم النازحون الموجودون في المخيم بكميتها، ولكي يوزعوا عليهم ماتيسر منها دون مسائلة أو دليل على سرقتها من أي أحد.
حيث قابلنا أحد اللاجئين المقيمين في المخيم، والذي رفض بدايةً الحديث معنا، بسبب خوفه من أن يرموه خارج المخيم إذا علموا بحديثه معنا، أو كشفه للتشبيح الذي يمارسونه بحقهم، إن صح التعبير، ولكن بعد أن وعدناه بعدم الإفصاح عن إسمه أو عن حديثه، كشف لنا جانبا من تصرفات القائمين على المخيم، والتي يشتكي منها كل اللاجئين، دون أن يتجرأ أحد عن الإفصاح خوفا من الطرد، كما أسلفنا، فيقول هذا الشاب “عندما تأتي شحنات المساعدات إلى المخيم، تستحوذ بها الإدارة، وتمنع الناس من الإقتراب، خوفا من رؤية مضمونها أو كميتها، لكي يوزعوا لنا حسب هواهم، ويسرقوا ويبيعوا الباقي”، مضيفا أيضا”بأن هذه الإدارة تمنع أي شخص من خارج المخيم من دخوله إلا عن طريقهم، وبعد التحقيق معه عن سبب قدومه، خوفا من رغبته في تقديم شيئ لنا، أو الخوف من إفصاح أحد اللاجئيين عن المعاملة لتي يمارسونها بحقنا”.
وهذا ومن خلال الجولة المتخفية التي قمنا بها بين الخيام، لاحظنا الأحوال المأساوية التي يعاني منها قاطنوا هذه الخيام، لاسيما وأن معظم الخيام مهترئة لاتتحمل عاصفة هوائيا صغيرة لتمزق هذه الخيام من فوق رؤوس سكانها، كما وأن مياه الصرف التي تستهلكها الخيام، منتشرة في أرجاء المخيم، دون تصريف صيح لها، مما يجلب الأمراض والأوبئة من كل حدب وصوب، وأما التدفئة ووسائل الوقاية من الجو البارد، فهو أكثر ما يفتقر إليه المخيم، وهناك الكثير من الأمور التي يطول الحديث عنها.
فهل من رقيب أو سائل يسأل عن أوضاع هؤلاء اللاجئين، سواء بمخيم “خربة داوود” هذا، أو أي مخيم آخر من مخيمات السوريين في لبنان، يعاني من مثل هذه الأوضاع السيئة، وتديره مثل هذه العصابات المستغلة، التي تتاجر بأقوات المساكين.