لا يختلف شعور الإقامة تحت غطاء خيمة سواء كان في مخيمات اللجوء في اليونان أو التي تنتشر في سوريا فكلاهما يحكيان قصة المعاناة المريرة لقاطنيها.
أبو عباس 42 عاماً لاجئ يعيش في مخيم “كافالا” وسط اليونان هو وعائلته منذ عامين وسبعة أشهر في انتظار إجراءات الحصول على حقّ اللجوء، يقول معبراً عن انتظاره الطّويل الذي لم ينته بعد “سئمت الحياة هنا، نشعر وكأننا في سجن مفتوح لاسيّما بوجود سياج يحيط بكامل المخيم”
يضيف أبو عباس الذي يعاني من عدّة إصابات وأمراض نتيجة الاعتداء عليه في سجن أحد الميليشيات في العراق “أن العودة للعراق تعني الموت بالنسبة له”.
يقول إنه هرب من هناك خوفاً على حياة أطفاله وزوجته، ويشير إلى أنّ اليونان تحاول أن تبعث رسائل ضغط باحتجازهم بحيث تمنع الآخرين من التفكير بالهجرة عبرها.
حالة أبي عباس في خيمته التي لا تلبي طموح مستقبله بمغادرته والبحث عن مكان آمن له ولعياله، ليست غريبة عن حال مخيمات النزوح في الشمال السوري التي كان سببها تقاعس الدّول عن إيقاف يد النظام ولجمها على أفعالها.
فهاهو “أبو صطيف” نازح من ريف حلب عيناه الزقاوتان أشدّ صفاءً من زرقة السماء التي لوثّتها طائرات النظام وروسيا بقصف قريته الوديعة التي ترك فيها ذكريات الصبا ومراتع الشباب.
هو رجل أربعيني لديه سيارة يعمل عليها عندما يكون الطقس جيداً والطرق سهلة السير، يقول “حتى السيارة صارت تشعر إنو مالها فايدة وقت تكون الطرقات موحلة ومقطعوعة من السيل كأنها مغطّاة بألغام حربية.
يضيف أبو صطيف وهو ينظر إلى أطراف المخيم “حياة الخيام هي أشبه بسجن لا يريد إطلاق سراحنا دون أيّ محاكمة، فالعالم يحتفل كل عام برأس السنة وشايف وضعنا يلي ببكي الحجر، ماني عرفان قلوبهن عن جد تفرح”.
يقبل عليه أطفاله الصغار بألبسة رقيقة لا تكاد تغطي أجسادهم التي تبحث عن دفء بسيط لتكمل نموّها، وبعيون براقة ووجوه تحكي ألم الحرمان من كل متعة، يبنون بيوتاً من الطين باتت حلما لهم ولآبائهم.
يصف أبو صطيف الخيمة على أنّها كل شيء، فهي تشعرهم بأمان بسيط في الأيام الماطرة حيث يقبعون فيها يبتهلون بالدّعاء لله وحده، فهم لا يملكون حيلة ولا وسيلة في حال جرفتهم الماء أو اقتلعت الرياح خيمهم ليبقوا تحت رحمة الله.
وهاهو قد دخل العام الجديد على أهالي ونازحي المخيمات، دون وجود حل نهائي يضمن لهم العودة إلى ديارهم التي تبقى رغم كلّ ما أصابها أفضل حالاً من خيام متهالكة.
قصة خبرية بقلم طارق الجاسم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع