ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية والروسية أن الرئيس فلادمير بوتين أهدى خلال زيارته لطهران يوم الاثنين الماضي “أقدم نسخة خطية للقرآن الكريم في روسيا” إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وذلك خلال اللقاء الذي جمع بينهما في طهران، وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية ووكالة “سبوتنك” الروسية للأنباء أكدتا ذلك إلا أنه تبين لاحقا أن النسخة المقدمة لخامنئي ما هي إلا صورة للمخطوطة الأصلية التي تعود للعصر الأموي.
هذا ما كشفته وكالة “تاس” للأنباء نقلا عن دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، الذي خيب آمال الإعلام الإيراني رغم الضجة التي أثارها حول هذه الهدية بغية إثبات قوة العلاقات التي تربط بين الزعيمين.
وحول تاريخ هذه المخطوطة يذكر مركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة موسكو: “تعود المخطوطة الأصلية لنهايات العصر الأموي” وبالتحديد فترة آخر خليفة أموي في الشرق، مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية المعروف بمروان الحمار بسبب عمله الدؤوب وصبره في الحروب، (72 هـ-13 ذي الحجة 132هـ/ 691 – 23 يوليو 750 م).
ويشير المركز إلى أن المخطوطة كانت في حوزة أحد ولاة الشام الذي أهداها بدوره إلى سلطان سليم الأول تاسع سلاطين الدولة العثمانية الذي حكمها من 1512 حتى 1520.
ويذكر موقع “تقاطع” الناطق بالفارسية الذي راجعته “العربية.نت” أن أحد السلاطين العثمانيين المتأخرين أهدى هذه المخطوطة إلى عباس میرزا نائب السلطنة لملك إيران “فتح علي شاه” من السلالة التركمانية القاجارية والذي حكم إيران حتى عام 1834 وقام عباس ميرزا بإهداء المخطوطة إلى حاكم ولاية “كنجة” تكريما لمقاومته البطولية في حروب القوقاز بين روسيا القيصرية وإيران القاجارية ولكن نتيجة لهزيمة القاجار انتزعت روسيا في القرن الثامن عشر رقعة كبيرة من القوقاز من الحكم القاجاري في إيران بما فيها مدينة كنجة (بالتركية الأذرية:Gəncə) التي تعد اليوم ثاني مدن جمهورية آذربيجان بعد العاصمة باكو وهكذا صارت المخطوطة جزءا من ممتلكات روسيا القيصرية، إلى أن أمر ثاني زعماء الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين (1941-1953) بنقل هذه المخطوطة الثمينة إلى متحف أرميتاج في مدينة سانت بطرسبرغ.
وذكرت وكالة تاس للأنباء الروسية: “أكد سكرتير بوتين في الشؤون الصحافية لوكالة تاس أن الزعيم الروسي أهدى للمرشد الإيراني الأعلى هدية من هذا القبيل، مضيفا أن مخطوطة القرآن كانت نسخة مصورة”.
المصدر: العربية نت