إعلام تجرد من كافة المعايير الأخلاقية التي يقوم عليها الإعلام الناجح ليكون عبارة عن أبواق و منابر تنقل بطولات النظام السوري وتشيد بها ليظهر أمام مواليه بالصورة المثلى.
و عمل الإعلام السوري من خلال وسائله كافة سواء المرئية أو المسموعة أو المكتوبة وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل لخدمته على إظهار دور الحكومة السورية في محاربة الإرهاب المزعوم و الاهتمام بشؤون المواطنين و مناقشة مشاكلهم و محاولة لإيجاد حلول مناسبة لها.
و منذ تحرير مدينة ادلب من قوات النظام، كانت مهمة الإعلام تبرير ضعفهم و انسحابهم الذي تم بشكل تكتيكي حسب زعمهم و يستجمعوا قواهم ويعاودوا الهجوم لاستعادة ما خسروه، لكن الواقع كان عكس طموحاتهم وأحلامهم عبر خساراتهم المتتالية.
و رغم خروج محافظة ادلب عن سيطرة النظام إلا أن محافظ ادلب خير الدين السيد لازال يمارس مهامه في مكتبه المؤقت في محافظة حماه في الزي العسكري، حيث يرفض أن يخلعه حتى تعود محافظة ادلب لحضن الوطن من خلال تضحيات أبطال الجيش في الهزيمة والانسحاب.
و كانت آخر اجتماعاته مع أمين فرع الحزب و أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد فلاحي ادلب و عدد من فلاحي المحافظة لبحث الصعوبات التي يعاني منها الفلاح نتيجة اعتداءات الإرهابيين و استيلائهم على الأراضي الزراعية وذلك حسب أحد المواقع الإعلامية الموالية على مواقع التواصل الاجتماعي.
والهدف من الاجتماع المنعقد في مدينة حماه تحضيرا و تمهيدا لعودة القطاعات الخدمية للمحافظة بما فيها الزراعية بعد أن يحررها الجيش السوري من الإرهابيين .
إعلام مفعم بالتفاؤل و الأمل يستبق الأمور دائما عبر الخطابات المنقولة ليرى العالم أجمع أن النظام يعمل جاهدا لإعادة الحياة كسابق عهدها و أنه يخطط لمراحل متقدمة و يفكر لما بعد عملية استعادة المناطق التي خرجت عن سيطرتهم.
و كعادة مسؤولي النظام يلقون إجرامهم على عاتق من يسمونهم الإرهابيين متناسين أن معظم الأراضي الزراعية في مدينة ادلب عادت لأصحابها عقب التحرير، أبو مصطفى مزارع من مدينة ادلب يقول : ” أملك أرضا زراعية على طريق ادلب أريحا، استوطن فيها جيش النظام منذ دخولهم المدينة و قاموا بتحويل الشقة الموجودة فيها لثكنة عسكرية بحجة أنهم يحموننا من تقدم الإرهابيين، ثلاث سنوات مضت لم أستطع الذهاب إليها أو حتى الاستفادة من محصول الزيتون، فقد كانوا يسرقونه و يبيعونه لصالحهم”.
و يضيف أبو مصطفى : ” بعد تحرير المدينة تمكنت من استعادة الأرض ولكن للأسف كانت بحالة يرثى لها، فتساءلت في نفسي هل كانوا يحمون الوطن أم أنهم يقضون وقتهم في قطع أشجار الزيتون لبيع خشبها و تناول المشروبات الكحولية ؟؟”.
حيث تعرضت معظم الأراضي الزراعية في المحافظة للقصف بالبراميل المتفجرة وللحرق المتعمد، يزعمون أنهم فدى الوطن و الواقع ينافي ذلك، يخرجون عبر منابر النظام الإعلامية ليتشدقوا بخطابات تدعو للسخرية و الاستهزاء بعقول المواطنين السوريين .
سماح خالد
المركز الصحفي السوري