وقال إيماني إن نجاد يزعم “وجود قنوات اتصال مباشر بينه وبين الإمام المهدي”.
وأشار إيماني في تصريحات لموقع “انتخاب” الإيراني، وفي معرض هجومه إلى أن تيار نجاد يرى أنه “ممثل للإمام المهدي بصورة مباشرة، وهم وفقا لاعتقاداتهم المذهبية لا يؤمنون بالفقهاء والمراجع الشيعة ومسألة ولاية الفقيه”.
ولفت إلى أن “مبنى الفلسفة الفقهية عند رجال الدين الشيعة هي النيابة العامة عن الإمام المهدي. وحين يدعي شخص ارتباطه بشكل مباشر بالإمام، فإن ذلك يعني عدم الحاجة لفقهاء الشيعة”.
ويأتي الهجوم على نجاد من التيار المحافظ الموالي لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في ظل زيارة نجاد للأحواز وتلويحه بالتصعيد، في حال رفض المرشد ترشيح حميد بقائي؛ أحد المقربين من نجاد للرئاسة الإيرانية المقبلة.
ولفت إيماني إلى أن المرشد دعا نجاد لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة منعا لحدوث انقسام في الشعب بين قطبين، مشيرا إلى أن إصراره على الترشح سيفضي إلى الطعن عليه ورفض ترشيحه من قبل مجلس صيانة الدستور.
وشدد على أن إصرار نجاد على تقديم بقائي كمرشح بدلا عنه للرئاسة، يمثل “موقفا سياسيا معارضا ومخالفا لتوصيات المرشد خامنئي”.
ويرى مراقبون أن سعي نجاد لتقديم بقائي؛ نائبه التنفيذي السابق للانتخابات المقبلة، يمثل محاولة التفافية على طلب المرشد له بعدم الترشح للانتخابات، وهو ما أغضب خامنئي بشدة وظهر من خلال وسائل الإعلام المقربة منه، التي وصفت نجاد وتياره بـ”المنحرفين سياسيا وعقائديا عن ولاية الفقيه”.
ويرى منظرو التيار المحافظ في إيران أن ترشح نجاد أو المقربين منه في الانتخابات المقبلة، سيؤدي إلى انقسام أصوات المحافظين لصالح التيار الإصلاحي.
ويضيفون أن ترشح نجاد سيدفع الشارع الإيراني لاختيار روحاني مجددا نظرا للسياسات الاقتصادية،التي وصفوها بـ”الفاشلة” خلال رئاسة نجاد، والتي اعتبروها الأسوأ منذ سقوط الشاه حتى الآن.
وفي السياق ذاته، طالب أمين عام مجمع تشخيص النظام الجنرال محسن رضائي أحمدي نجاد بالتراجع، وإنكار تصريحاته التي هاجم فيها المرشد خلال زيارته للأحواز.
وقال رضائي: “شخص ما ذهب إلى الأحواز وأطلق بعض التصريحات، نأمل أن يتراجع بأسرع وقت ممكن عن أقواله ويصحح تصريحاته”.
يشار إلى أن التيار الذي يقوده نجاد لا يؤمن بولاية الفقيه ويعتقد أن نجاد هو الممهد لظهور “الإمام المهدي”. وكان التلفزيون الإيراني أنتج خلال فترة رئاسته فيلما شهيرا حمل عنوان “مستند الظهور” تحدث عن نجاد وتياره باعتبارهم ممهدي ظهور الإمام.
وكانت تسريبات خرجت خلال مدة رئاسة نجاد بأنه خلال اجتماعاته مع وزرائه، كان يترك كرسيا خاليا على اعتبار أنه للإمام، وأنه يشرف مباشرة على أعمالهم.
وكان نجاد قال عام 2001 في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية أن الإمام المهدي: “هو من يقوم بإجراء التخطيط والتنفيذ لمشاريع المساعدات المالية المقدمة للشعب الإيراني”.
ويرى نجاد الذي استبدل المساعدات الغذائية المدعومة من الدولة أو ما يعرف بـ”الحصة التموينية” بمشروع المساعدات المالية المعمول به حاليا في إيران، يرى أن “الإمام المهدي كان سببا لنجاح هذا المشروع”.