كان للحرب التي استمرت عقداً من الزمان آثارٌ ضارّة على الاقتصاد السوري, فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستوىً قياسي منذ عام 2013 ووصلت نسبة ارتفاع الأسعار إلى 200 بالمائة، وفق ما نشر موقع “people in need” منذ عدّة أيام وترجم عنه المركز الصحفي السوري بتصرف.
فبالإضافة إلى نقص مصادر الدخل المستدام وما خلّفه انتشار فيروس كورونا من الحد من فرص الدعم، فإنّ سبل العيش العامة للناس العاديين تعاني بشكل كبير, وبالرغم من تقديم المساعدات الإنسانية لسلال الطعام وقسائم الطعام للأسر, فإنّ القدرة على وضع أطعمةٍ طازجةٍ ومتنوعةٍ على الموائد محدودةٌ للغاية، مما يخلق مشكلاتٍ إضافيةً تتعلق بالتغذية والاستدامة.
تعمل منظمة سبل العيش “people in need” بتمويل من الاتحاد الأوروبي على معالجة قضية انعدام الأمن الغذائي والتنوع، من خلال دعم الحدائق المنزلية التي تشرف عليها النساء، من خلال قسائم الزراعة.
بحيث تمكن النساء المعيلات لأسر معيشية متوسطة الحجم، من شراء المواد الضرورية بدءاً من البذور والأسمدة والأدوات الصغيرة وأنظمة الري، بهدف زراعة أراضيهن وإعالة أنفسهن وأسرهن.
تضيف المنظمة، أنّها تستهدف المرأة في هذه المشاريع، لأنّ وصول المرأة إلى الجزء الوظيفي الصغير من الأسواق القائمة مقيدٌ بالتقاليد والقيود الثقافية، في ظلّ الحرب المستمرة في زعزعة استقرار تلك الأسواق وسبل العيش.
ويقول مدير برنامج سبل العيش (PIN) “غيث الفاخري” أنّ هذا المشروع يعمل على تمكين النساء من الحفاظ على حياتهنّ، وإطعام أطفالهنّ، والمساهمة في استعادة الأسواق المحلية، بفرص عمل مقبولةٍ ثقافياً، وأضاف أنّ المنظمة تجاوزت هدفها الأولي للمستفيدين الذين تمّ الوصول إليهم في عام التنفيذ الثاني للمشروع ودعم أكثر من 1200 امرأة في زراعة الحدائق المنزلية.
تقول “ندوة” ذات الـ50 عاماً من ريف إدلب “اعتدنا العمل كشركاء مع مالكي الأراضي الآخرين وكنا نحصل على 30 بالمائة من الأرباح النهائية ونجني مبالغ جيدة, أمّا الآن فلم يعد بإمكاننا استئجار الأراضي وزراعتها، فالأمور بشكلٍ عام، والزراعة بشكلٍ خاص ساءت كثيراً، وفقدنا دخلنا، نحتاج قرابة 200 دولار على الأقل في الشهر لتلبية احتياجاتنا وفي كثير من الأحيان نضطر إلى شرائها بالدين.
الجدير ذكره وفق تقييم الاحتياجات الذي أجرته المنظمة، فإنّ نقص الأموال وزيادة أسعار المواد الغذائية، هما العاملان الأساسيان اللذان يحدان من وصول الناس إلى الغذاء, وتتمثل أهم ثلاث آليات للتكيف مع الصعوبات المالية بشراء الغذاء بالدين واقتراض الأموال والدخول في الديون.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
رابط التقرير