أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد قرارا في 22 من شباط الماضي، يقتضي بتحديد 13 من شهر نيسان القادم موعدا لإجراء انتخابات اختيار أعضاء مجلس الشعب في حكومة النظام، وما إن تم تحديد الموعد بدأ موالو النظام بتقديم طلبات ترشيحهم للعضوية حتى بلغ عدد المرشحين في سوريا 11300 في كافة المحافظات السورية، وهذا الرقم يتناقض مع المساحة التي يسيطر عليها النظام والتي لاتتجاوز 30% من مساحة سوريا.
وما إن أغلق باب الترشح حتى ابتدأت التحضيرات للانتخابات من خلال اللافتات وصور المرشحين التي غزت الطرقات والتي كتب عليها بعض الشعارات مثل “معا نبني سوريا نحو الأفضل “، و” سنعمل من أجل سوريا وقائد سوريا”، فمعظم الشعارات التي رفعت ابتعدت كل البعد عن الواقع المعيشي المتردي للمواطن السوري، ليخرج رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات هشام الشعار أن المحافظة هي التي تحدد الأماكن التي يجب فيها تعليق الصور واللافتات مشيراً إلى أن المرشح إذا علق صوراً في أماكن غير مخصصة تعتبر مخالفة قانونية ومن حق اللجنة محاسبته على ذلك حسب ما أوردت صحيفة الوطن الموالية للنظام.
كما صرح الشعار أن اللجنة تدرس حالياً فتح مراكز لأبناء المحافظات الساخنة في باقي المحافظات لاختيار مرشحيهم، ولعله يريد من هكذا قرار أن يبرهن للعالم أجمع أن حكومة النظام تتعامل مع الانتخابات بكل شفافية وحرص على مصلحة الشعب أن يمارس حقه الطبيعي في انتخاب مرشحه الذي يمثله أمام المجلس حتى وإن كانوا في مناطق سيطرة الثوار، حيث أشار الشعار أنهم سيحددون مراكز الاقتراع في المحافظات.
قرارات وتصريحات الشعار أثارت سخرية المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي وكأنه يغرد خارج السرب، ولايعلم أن السوريين جميعا بما فيهم الموالين للنظام لم يعد لديهم ثقة بأي انتخابات تجرى في مناطق النظام، ليعلق أحد الموالين على الخبر:” البلد راحت وأنتوا لسه بدكن تعملوا انتخابات بالمناطق الساخنة، أي انتخابات عم تحكوا روحوا أمنوا للشعب حق لقمة الخبز وشوية أمان وبعدين عملوا انخابات، بكفي تضحكوا عالشعب، شبعنا مثاليات وحكم”، ويعلق آخر:” بدل هالمصاري الي عم تكبوها عالصور والشعارات وحكي فاضي وكلو من مال الشعب، الي هوي أحق فيها، سرقتوا ونهبتوا البلد وبدكن انتخابات نزيهة!!”.
كما أن حكومة النظام أرادت من التزامها بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 13 من نيسان، أن تثبت أنها ملتزمة بقرارات الدستور السوري وأنها تطبق بنوده وتسعى بكامل جهدها لأن تسري الانتخابات بكل نزاهة بعيدا عن الغش والتزوير وأنها ستخصص مراقبين لضمان سير العملية الانتخابية بنجاح.
“مجلس الشعب لايمثلني “، عبارة عبر بها أحد الناشطين عن سخطه وغضبه من الانتخابات، فعن أي شعب يتحدثون أنهم سيمثلونه، وهو بين نازح ولاجئ ومشرد وجائع ويتيم ومعاق، وغيرها من الغصات التي تسبب النظام بها، فالشعب لايريد مجلسا للنفاق كي يمثله بل كان ومازال يريد “إسقاط النظام”.
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري