ليس هناك أي شك في أن سلاما ملزما ودائما في سوريا ليس في صالح الشعب السوري فقط، ولكن لصالح المنطقة والعالم أيضا. وبالمثل، ليس هناك شك أيضا بأن تحقيق هذا الناتج في بيئة غاية في التعقيد سوف يكون صعبا جدا وينضوي على العديد من التنازلات. أحد الأمور المؤكدة؛ هو أنه ولترسيخ أي اتفاقية في محادثات جنيف، المنعقدة هذا الأسبوع، يجب أن يكون هناك اتفاق بين المعارضة والنظام السوري على بشار الأسد. حاليا، نقطة الخلاف الأساسية هي الإصرار العنيد من جانب مفاوضي النظام على أن بقاء الأسد في منصبه خلال أي فترة انتقالية أمر لا يمكن نقاشه. ولكن المعارضة تصر على أنه يجب أن يرحل.
جرائم الأسد من الكثرة بحيث لايمكن حصرها. من خلال قمع المظاهرات التي كان يطالب فيها عدد من الناس بإصلاحات قليلة نسبيا، فإنه سرع من حالة الاضطراب في البلاد وحولها إلى حرب أهلية شاملة. كما أن يداه ملطختان بدماء الآلاف من السوريين وأفعاله هي التي أدت بصورة كبيرة إلى نزوح الكثير من المواطنين وخلق أزمة للاجئين لم يشهد العالم مثلها منذ 70 عاما.
ولكن الأسد كان محظوظا. حيث ترك حرا يتصرف كما يشاء في سنوات الصراع الخمس عندما راوغ الرئيس أوباما حيال خطه الأحمر على استخدام الأسلحة الكيماوية. مؤخرا، تمتع النظام بدعم روسيا، التي انضمت قواتها الجوية إلى الحرب للهجوم على أهداف لداعش ولكن الوضع الراهن بقي كما هو في دمشق. دون دعم روسيا، إضافة إلى حزب الله وعملاء إيران الآخرين، كان الأسد رحل منذ زمن أو أنه في وضع صعب جدا.
ربما كان من غير المستساغ رؤية الأسد مستمرا في منصبه، ولكنه أمر ثانوي حيال تحويل وقف إطلاق النار الحالي إلى سلام دائم، ومحاولة تطبيع الأمور بصورة ما في سوريا، وإعادة بناء البيوت والحياة وهزيمة داعش. بعد أن نكون قد قطعنا مسافة طويلة، فإنه سوف يكون من الخطأ بالنسبة للمعارضة الذهاب بعيدا في الوقت الحالي. الشعب السوري وكل الذين تأثروا بالحرب وأزمة اللاجئين، يستحقون ما هو أفضل من ذلك.
مركز الشرق العربي