أكثر من 100 مدني حاصرهم النظام في واد غرب قرية كفر عويد جنوب جبل الزاوية في إدلب، كان عنوانا لإجرام النظام ليقتلهم جميعا وليدفنوا سوية في مقبرة أطلق عليها شهداء مجزرة وادي بدمايا.
لطخ النظام صفحته التي تخلو من البياض بمجزرة سوداء بحق أهالي قرية كفرعويد بقتله 110 مدنيين في الوادي الذي اشتهر باسمه وادي بدمايا وذلك انتقاما من أهلها الذين خرجوا بمظاهرات سلمية ضد إجرام النظام.
بعد أن سيطر النظام بدباباته وترسانته العسكرية وترهيبه للمدنيين في قرية كفرعويد والقرى المجاورة في النصف الثاني من عام 2011 فر مايقارب 120 مدنيا بتاريخ 20 كانون الأول عام 2011 بينهم أطفال وشيوخ ممن خرجوا في المظاهرات باتجاه وادي بدمايا غرب القرية خشية اعتقالهم ، لتبدأ قوات النظام بمحاصرتهم داخل الوادي وفتح النار عليهم بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والقنابل السامة لمدة 10 ساعات من الصباح حتى المساء ليقتل النظام 110 مدنيين ويمثّل بعدة جثث منهم ويقف على مشارف الوادي معلنا انتصاره على شعب أعزل يبحث عن كرامته المهدورة.
راعي الاغنام لم يكن بعيدا عن إجرام النظام والذي كان موجودا وقت المجزرة على سفوح الجبل بالقرب من الوادي ، أقبل إلى قوات النظام ظنا منه أنه سينجو لكن عناصر النظام بادروا بإطلاق النار عليه ليرتقي شهيدا ويترك خلفه عائلته الفقيرة ومواشيه التي فقدت قائدها وذاك دليل على وحشية النظام ومخابراته وعناصره التي تقتل المدنيين في أية حال.
بقيت جثث الشهداء حتى الصباح في ذاك الوادي ليذهب أهاليهم ويخرجونهم ويوارونهم التراب إلا أن النظام المسيطر على القرية لم يسمح لهم بدفنهم فيها فذهب الأهالي وقاموا بدفنهم في مكان آخر خارج القرية سمي بمقبرة شهداء بدمايا.
المفارقة أن اسم الوادي القديم مرتبط بدماء أهالي كفر عويد الطاهرة فهم يقولون أن هذا الاسم أطلق منذ القديم بسبب مجزرة دموية حدثت فيه ليعود النظام ويرتكب مجزرة بحق شبابها ويبقى التاريخ شاهدا على مجازر الأسد ووحشيته.
كفرعويد وتلالها المنبسطة ووديانها الوعرة وأشجار التين والكرز شاهدة على صمود أبنائها أمام جنازير عربات الأسد وقذائف مدفعيته وصواريخ طائراته.
المركز الصحفي السوري _ خاطر محمود