اجتمع شباب حمص ليعطوا العالم درسا في حب الوطن والحرية والكرامة لتقتلهم قوات الأسد وتعطي العالم درسا في الغدر والخيانة.
جمعت الكرامة وحب الحرية والخلاص من العبودية التي فرضها بشار الاسد شباب ورجال حمص في ساحاتها وميادينها لينقلوا للعالم أجمع أجمل عبارات الحرية ليدفعوا ثمنا باهظا ليحرم النظام الطفل من لمسات أكف أبيه وحنان أمه وليحرم الأم من جنينها التي حملته وعانت لأجله وليحرم العروس من سعادتها مع عريسها وأخيرا ليحرم كل حمصي وسوري من أرضه ووطنه……إنه بشار الأسد ونظامه.
بتاريخ 17-4-2011 قتلت قوات النظام شابا في مدينة تلبيسة وقام بتشييعه 7 آلاف مدني وبعد عودهم من المقبرة ووصولهم الى الطريق العام قامت قوات النظام باطلاق الرصاص عليهم لتسفر عن استشهاد 8 شهداء ليزداد غضب شباب مدينة حمص وبدأ شباب بابا عمرو وباب السباع وباب الدريب وباب تدمر والخالدية وجورة الشياح وديربعلبة والبياضة وكرم الزيتون وكرم اللوز وبقية الأحياء الحمصية بالتوجه نحو مركز المدينة وشارع الدبلان الشهير وساعتها الجديدة ساحة جمال عبدالناصر ساحة الحرية ساحة الشهداء وكان بعضهم يركبون باصات النقل الداخلي وينظر بعضهم الى بعض بنظرات كلها أمل وإشراق بنظرات ترافقها ابتسامات النصر والحرية ويتوافد الحماصنة الى مكان التجمع ساحة الساعة الجديدة.
وما إن وصلوا الى مداخل الساعة باشرات أدوات القتل وأصابع النظام بالضغط على أزندة البنادق في كافة أحياء حمص لتضج حمص وتزداد الهمم في نفوسهم ويستعدون لمرحلة أعظم وأكبر في سبيل الحرية والخلاص من ظلم الجلاد وتنتشر أخبار الشهداء في بابا عمرو شهيد وجرحى وفي شارع البرازيل شهيدين وجرحى وفي طريق الكورنيش شهيد وجرحى وفي طريق الشام شهيد وجرحى وتعلو أصوات المعتصمين في ساحة الساعة وتعلو أصوات المشيعين لجنازات الشهداء نحو مقبرة الكتيب في باب تدمر ومقبرة الفردوس على طريق زيدل وتعلو هتافاتهم بالروح بالدم نفديك ياشهيد ويتجه المشيعون بعد عودتهم من المقابر الى تمثال حافظ الاسد على طريق الشام وهم يهتفون الى هبل الى هبل لتطلق قوات النظام عليهم رصاص الموت ليجبروا على العودة باتجاه الساعة الجديدة التي تعتبر رمز مدينة حمص والذي يبلغ ارتفاعها نحو 56 مترا.
وبعد أن رأى رجال حمص أن الامن العسكري والمخابرات الجوية واجهت حناجرهم الصداحة ببنادقهم ورشاشاتهم القداحة قرروا الاعتصام في الساحة ونصبوا الخيام وصنعوا منصة للأناشيد الثورية وكثرت خزانات المياه وتناوب خطباء ومنشدي حمص بترديد هتافات الحرية في لحظات لم يألفها الشعب السوري منذ حكم سوريا من حافظ الأسد وفاضت الساحة وشارع القوتلي وشارع الدبلان وأسواق حمص القديمة بآلاف طلاب الحرية ورافضي العبودية لنظام الاسد.
وحل المساء وغربت شمس يوم الـ18-4-2011 غربت الحرية والحق عن ساحة حمص ليقتحمها ليل مظلم لتبدأ المخابرات الجوية والعسكرية وعناصر الامن بتنفيذ خطة القتل الجماعي وقمع المتظاهرين السلميين من خلال مواجهة صفوف المعتصمين من أبناء المدينة بالرصاص القاتل صف يقتل وصف يسعف الجرحى وصف يتقدم وصف ينقل الشهداء وتجري الدماء في ساحة الساعة لتتلون الساعة البيضاء بالأحمر وتختفي رائحة البن من مقهى الروضة في شارع القوتلي لتنوب عنها رائحة دماء الشهداء العطرة ولم تنم حمص تلك الليلة حزنا على أكثر من 500 شهيد من حالمي الحرية الذين وصلت اصواتهم الى قلوب الملايين في العالم.
ويقول اهالي حمص في اعتصامهم في الساحة لحظة المجزرة أن قوات الامن قامت بإطلاق النار عليهم دون سابق انذار بأمر من العميد عبد الحميد ابراهيم من المخابرات الجوية وكانت ادارة هذه العملية موكلة الى حافظ مخلوف شقيق رامي مخلوف وابن خال بشار الاسد والاغرب أن النظام اعترف بارتكاب المجزرة عبر وسائل اعلامه التي اتهمت المعتصمين بالسلفيين التكفيريين.
مجزرة لن ينساها الحمصيون والسوريون الأحرار مجزرة خالدة بقلب كل شخص يحلم بالحرية والتخلص من نظام القتل والتهجير مجزرة الساعة أظهرت النظام بوجهه الحقيقي الحاقد وأظهرت يديه الملطخة بدماء الأطفال ولن ينسى شعب حمص يوم كامل عاشوه وتنفسوا عبق الحرية.
المركز الصحفي السوري – خاطر محمود