الرصد السياسي ليوم السبت ( 26 / 12 / 2015)
دعت وزارة الخارجية الروسية، يوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق أممي حول حادثة تهريب غاز السارين من تركيا إلى سوريا، في عام 2013، وذلك بعد توتر العلاقات بين انقرة وموسكو جراء اسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية مؤخرا.
وطلبت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في تصريحات صحفية، البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سوريا بتولي التحقيق في فضيحة اندلعت في تركيا عام 2013.
وكانت وسائل إعلام تركية قالت، شهر أيار 2013، إن “المخابرات التركية تمكنت من إلقاء القبض على 12 من عناصر جماعة “جبهة النصرة” ومصادرة كيلوغرامين من غاز السارين السام”، حيث دعت روسيا حينها للتحقيق في الحادثة.
ولفتت زاخاروفا إلى أنه “بعد مرور فترة قصيرة على هذه الحادثة، التي حظت باهتمام واسع على نطاق عالمي، وقع الهجوم الهمجي باستخدام هذه المادة السامة بالذات في غوطة دمشق الشرقية يوم 21 آب 2013″، والذي تسبب حينها بمقتل وإصابة المئات.
ووقع في آب عام 2013 هجوم بغازات سامة على الغوطة الشرقية بريف دمشق منها معضمية الشام، أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، حيث اتهمت أطياف من المعارضة ودول كبرى السلطات بالمسؤولية عن ذلك الهجوم، الأمر الذي نفته السلطات مرارا، قبل أن توافق في عام 2013 عقب تهديدات أميركية بشن ضربات جوية، على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، حيث تم تكليف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بمهمة الإشراف على تدمير الأسلحة الكيماوية، بموجب اتفاق روسي أميركي وقرار من مجلس الأمن ينص على القضاء على هذه الأسلحة.
وأضافت زاخاروفا أن “الدراسة الشاملة لجميع ملابسات هذا الهجوم، تشير إلى محاولات فبركة أدلة على تورط عسكريين سوريين في الهجوم”، معتبرةً أن “هذا الهجوم الاستفزازي جاء بغية إثارة تدخل عسكري أجنبي من أجل الإطاحة بالحكومة الشرعية في سوريا”.
وأعربت زاخاروفا عن أملها بأنه “سيتم عاجلا أو آجلا الكشف عن الهوية الحقيقية لمرتكبي هذه الجريمة ومموليها”، مشددة على أن “آلية التحقيق المشتركة الخاصة بسوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة يجب أن تساهم في الجهود الرامية إلى الكشف عن الحقيقة”.
وتأتي هذه الاتهامات بعد توتر العلاقات بين البلدين جراء قيام انقرة باسقاط مقاتلة روسية فوق سورية اواخر تشرين الثاني الماضي.
ورغم أنه تم الإعلان عن تدمير كافة الأسلحة الكيماوية السورية فإنه ما يزال هناك تواتر لأنباء عن قصف يشمل صواريخ أو قذائف تحمل “غازات سامة” ومنها الكلور، وفي حين تتهم أطراف معارضة ودول عدة السلطات باستخدام أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة، تحذر الأخيرة من لجوء إرهابيين إلى استخدام الكيماوي.
مباحثات مصرية -روسية حول الشأن السوري
وصل إلى القاهرة مساء اليوم الجمعة “الكسندر لافرينتييف” مبعوث الرئيس الروسي الخاص بشأن سورية قادما بطائرة خاصة بزيارة لمصر تستغرق يومين في إطار جولة تقوده غدا السبت إلى السعودية.
وقالت مصادر دبلوماسية إن المبعوث الروسي سيبحث خلال زيارته مع كبار المسئولين المصريين تطورات الوضع الإقليمي وجهود مكافحة التنظيمات “الإرهابية” وموضوع الحل السياسي بسورية في ضوء قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2254 والخاص بسورية.
وكان مجلس الأمن قد أصدر في يوم 18 من الشهر الجاري القرار رقم 2254 ينص على بدء محادثات السلام بسورية في الشهر المقبل.
وأكد مجلس الأمن أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد ودعا إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية مطالبا بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.
ونص القرار على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة ممثلي النظام والمعارضة السورييْن للمشاركة “على وجه السرعة” في مفاوضات رسمية بشأن مسار الانتقال السياسي، على أن تبدأ تلك المفاوضات مطلع الشهر المقبل بهدف التوصل إلى تسوية سياسية دائمة للأزمة “.
الائتلاف: روسيا تهدف لنسف شرعية مؤتمري جنيف والرياض
اتهم عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض نصر الحريري روسيا بالعمل على إنقاذ النظام السوري عبر نسف الشرعيات الثلاث التي استقر عليها السوريون لحل الأزمة.
وخلال مقابلة مع قناة “العربية “، أوضح الحريري أن الشرعية الأولى هي “مؤتمر جنيف” الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات من دون الأسد، أما الشرعية الثانية فهي “مؤتمر الرياض” الذي نجح في توحيد المعارضة السورية، بينما تتعلق الشرعية الثالثة – بحسب الحريري – بالفصائل المسلحة التي تتصدى لنظام الأسد.
رياض حجاب: مقتل علوش تهديد للمفاوضات
أدان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب مقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش في غارة روسية الجمعة، معتبرا ذلك تهديدا لمسار العملية السياسية والتفاوضية مع النظام السوري.
وقال حجاب في تصريح صحفي مكتوب حصلت الجزيرة نت على نسخة منه إن “هذا الحادث الجلل له تبعات على المعترك السياسي والدبلوماسي”.
وأضاف أن جيش الإسلام هو أحد أهم مكونات الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، واستهداف أي مكون منها هو استهداف للهيئة بأكملها.
ولفت إلى أن كتائب جيش الإسلام تضطلع بحماية المدنيين من الانتهاكات التي يرتكبها النظام، كما أنها مكون أساسي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن ما وصفه بالعدوان الخارجي الروسي والإيراني لا يخدم أية عملية سياسية.
وأكد أن “الإمعان في استهداف الشعب الأعزل بجرائم القصف الهمجي في إدلب وحمورية والمعضمية وغيرها من مدن ومناطق سورية من شأنه تقويض الجهود الدولية لدفع مسار العملية السياسية”، لافتا إلى الاستمرار في بذل الجهود بالمحافل الدولية والحقوقية والقانونية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
وقال حجاب إنه لن يكون من المناسب التفاوض مع نظام بشار الأسد على أي من شؤون السيادة التي لا يملك أدنى مقوماتها.
ونبه إلى أن جهود الأمم المتحدة ستبقى معلقة أمام “العدوان الأهوج الذي تقوم به القوى الحليفة للنظام ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف المجازر التي ترتكب في حق السوريين”.
وقالت مصادر للجزيرة إن زهران علوش قتل بقصف روسي استهدف مقر اجتماع لقادة جيش الإسلام فيريف دمشق، كما سقط عدد آخر من القتلى والجرحى في القصف. ويعد جيش الإسلام من أكبر فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد