كثّفت إيران من مراكز التجنيد العسكري التابعة لها في مدن دير الزور وموحسن والميادين والبوكمال، حيث أصبحت تتّخذ من بعض المساجد مراكزاً للتجنيد العسكري.
وقال مصدر من داخل مدينة دير الزور لأورينت نت: إنّ إيران تسعى لاستقطاب الأطفال وكبار السن، معتمدة على ضغط الحاجة الاقتصاديّة التي يعاني منها أبناء المنطقة، مضيفاً أنّها استقطبت أيضاً أرباب السوابق ممّن يبحثون عن غطاء قانوني لممارسة جرائمهم.
وأكّد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنيّة، أنّ مراكز التجنيد اتّخذت من بعض الشخصيّات المعروفة في تلك المدن واجهات لها، لإقناع أبناء المنطقة بالانضمام إلى ميليشياتها، وعرضت مغريات ماليّة تبدأ من 50 دولاراً أي مايعادل ضعف راتب أيّ موظّف في مؤسّسات أسد.
وأردف أنّ هذه المبالغ تتضاعف فضلاً عن وعود بمراكز قياديّة للأشخاص المؤثّرين في محيطهم، لاسيما إن كانوا شخصيّات عشائريّة مقبولة في الوسط العشائري.
وقال الباحث في الشأن الإيراني “سعد الشارع” لأورينت نت، إنّ هذه التحرّكات ليست جديدة، فمنذ عادت سيطرة النظام مدعوماً بالميليشيات الإيرانيّة وسلاح الجو الروسي على الضفّة الغربيّة من نهر الفرات، بدأت إيران بحملة كبيرة لتجنيد أبناء هذه المنطقة، وتأتي أهميّة هذا الموضوع من أهميّة المنطقة التي سيطرت عليها إيران، إذ نستطيع القول إنّها سيطرت على الطريق البرّي للهلال الشيعي، أو على أقل تقدير سيطرت على الطريق الذي يوصل مناطق نفوذها بين سوريا والعراق.
وأضاف أنّ إيران تحتاج إلى العنصر المحلي في تلك المنطقة لتثبيت نفوذها في المنطقة الممتدّة من مدينة البوكمال حتّى الحدود الغربيّة من مدينة دير الزور، فضلاً عن حاجتها إلى العنصر البشري لزيادة توغّلها الاجتماعي والديني في تلك المنطقة، فبدون العنصر المحلّي لايمكنها التوغّل في المجتمع، وأمّا السبب الأهم فهو حاجتها إلى للعنصر البشري بعد استنزاف عناصرها بسبب هجمات داعش، وأمّا الأمر الآخر مرتبط بالنديّة والتنافس بين شركائها (روسيا ونظام الأسد) فكل منهما يحاول تثبيت نفوذه أكثر.
وهناك معلومات متطابقة من أبناء المنطقة تقول إنّ زيادة مراكز التجنيد العسكري في دير الزور بلغت تقريبا 13 مركزاً وهذا رقم كبير نسبة لباقي المحافظات، إذ بلغ عدد المراكز في حمص ستّة مراكز وفي حلب ثمانية.
نقلا عن اورينت نت