أعلنت وزارة الدفاع الروسية حسبما ذكر موقع “الجزيرة نت” أن منظومة صواريخ ” إس – 400 ” بدأت العمل في أواخر شهر نوفمبر من العام الحالي في قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية غربي سوريا حيث تتمركز القوات الروسية، و بررت روسيا نشرها لتلك المنظومة بأنها تريد حماية طائراتها الحربية في سوريا خاصةً بعد إسقاط القوات التركية للطائرة الروسية.
لم تقف الولايات المتحدة الأمريكية مكتوفة الأيدي بعد هذا التطور الذي حدث في القواعد الروسية على الأراضي السورية، إذ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد كون نشر تلك المنظومات الصاروخية الحديثة يمثل تهديداً كبيراً لطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة خاصةً أن مدى تلك الصواريخ يمكّنها من بلوغ العمق التركي.
تعد صواريخ ” اس – 400 ” أو ما تسمى بصواريخ ” ترايمف ” منظومة دفاع جوي روسية دخلت إلى الخدمة في الجيش الروسي عام 2011 بعد تطويرها في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وتملك المنظومة القدرة على رصد و تدمير الأهداف من على بعد 400 كيلو متر، سواءً أكانت تلك الأهداف طائرات أو صواريخ كروز أو صواريخ بالستية، حيث تصل سرعتها إلى ثلاثة أميال في الثانية و مداها إلى 3500 كيلو متر و ارتفاع يتراوح بين الـ 5 أمتار و 30 ألف متر، و تستطيع كشف الطائرات الشبحية، إذ تعد المنظومة أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم حتى اليوم.
وذكرت إحدى الصحف الروسية أن دولة الصين تجري عدة مباحثات مع روسيا بشأن شراء أربع منظومات دفاع جوي من صواريخ ” اس – 400 “، حيث أبدت الصين رغبتها في شراء المنظومة مطلع عام 2011 و لكن روسيا لم تبد الاستعداد للموافقة على بيع الصين تلك المنظومة حتى سداد حاجة الجيش الروسي من أسلحة الدفاع الجوي الصاروخية المتطورة، و بعد ذلك سمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء تلك المحادثات مع الصين في مطلع عام 2014، إلا أنه من المتوقع أن الصين لن تحصل على هذه المنظومة قبل عام 2016.
هذا و ذكر في إحدى المدونات الجزائرية أن عدداً من الصحف الروسية و غير الروسية نشرت في يوم 21 تموز/يوليو من عام 2015 خبراً عن أن هناك احتمالاً كبيراً لتحصل دولة الجزائر على عدة منظومات صاروخية من طراز ” اس – 400 “، كما أفادت المدونة العسكرية الجزائرية أن الصور التي انتشرت على شبكة الانترنت التقطت في عام 2015 عند اختبار تلك المنظومات، و أن الاتفاقية التي تعلقت بشراء المنظومة كانت قد وقّعت في 2014، إذ يبلغ حجم هذه الإمدادات حسب المصدر نفسه حوالي أربعة أفواج أي ما يقارب السبع كتائب في كل منها ثماني منصات إطلاق.
ناشطون مؤيدون لنظام الأسد أفادوا بأن نشر تلك المنظومات لن تسمح روسيا من خلالها لأي طائرة حربية بالعبور فوق الأجواء الروسية إلا ما تسمح لها منظومة الـ ” اس – 400 “، فروسيا بذلك على حد قولهم هي التي سوف تقرر من سيعبر الأجواء في سوريا إذ ستسمح فقط لحلفائها باستخدام الأجواء السورية، و لكن الطائرات الإسرائيلية كانت قد نفذت عدداً من الغارات الجوية على مواقع في سوريا، وذلك تحت مرأى القوات الروسية والسورية على حد سواء.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج