عن دارسة بحثية اسرائيلية قالت أن اتفاق الذي ينص على وقف اطلاق النار وتخفيف حدة التوتر في سوريا يدعو اسرائيل للقلق إذا أنه يشكل تهديدا وخطرا على مصالحها في المنطقة وخصوصا بعد غياب دور أميركا, وفي ذات الوقت من الممكن أن يكون هذا الاتفاق فرصة التأثير في الحرب الراهنة في سوريا.
حيث أن مذكرة تخفيف التصعيد الأخيرة تجعلها تطيل النظر أكثر في هذه السياسة مجددا، لأن مثل هكذا اتفاق من شأنه أن يعيد صياغة مستقبل سوريا.
كما أكدت المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط “فلانسي” على أنه “من عن الضرورة العمل على وجود اتفاق بين الدول المجاورة لسوريا في أي اتفاق يخص صورتها المستقبلية “.
مشيرة إلى أنه من حق اسرائيل والأردن أن تضمنا مصالحهما جنوبي سوريا مثلما ضمنت تركيا مصالحها الأمنية والاستراتيجية في شمالها.
وأضافت مصادر دبلوماسية، أن رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو زار كلا من واشنطن وموسكو للاتفاق مع كل منهما على أن وجود الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، منها ”حزب الله اللبناني، تشكل خطراً وجودياً على دولة اسرائيل، وهو ما يتطلب تكثيف الضربات الإسرائيلية داخل سوريا لإبعاد هذه الميليشيات قدر الإمكان عن حدود شمال إسرائيل.
ويمكن لمواجهة بين إسرائيل وإيران، فوق سوريا، أن تتوسع لتشمل لبنان ، لكن المصادر الدبلوماسية تستبعد ذلك، وتعتبر أن المواجهة بين طهران وتل ابيب في سوريا لا تستدعي، حتى الآن، توسيعها إلى مواجهة شاملة عبر الحدود اللبنانية.
وتعتقد المصادر الدبلوماسية ان استدعاءات موسكو المتكررة للسفير الاسرائيلي لديها لاستنكار الضربات الاسرائيلية داخل سوريا هي من باب المناورة السياسية.
ولكن من جانب آخر أشار وزير الدفاع الاسرائيلي أنه لا توجد لدى اسرائيل أية مصلحة في الصراع الدائر في سوريا للدخول في الحرب هناك ، معتبراً أن اية تسوية في سوريا سيكون الاسد خارج السلطة مع حلفائه الايرانيين، الأمر الذي يدعم استقرار ذلك البلد ويعمل على ايقاف إراقة الدماء.
وباعتراف وكالة سانا التابعة لأعلام النظام أن الانفجارات التي هزت مطار المزة العسكرية في وقت سابق ناجمة عن غارات جوية للطيران الحربي الاسرائيلي.
وتعرضت العديد من مواقع النظام خلال الاشهر الماضية لغارات جوية من الطيران الحربي الاسرائيلي، دون أن تصدر أوامر من داخل النظام باستهداف هذه الطائرات، فيما يخرج تصريح للمسؤولين من النظام أننا نحتفظ بحق الرد.
وكل ذلك يتطلب من إسرائيل إعادة النظر في سياستها القاضية بعدم التدخل في الأزمة التي تشهدها سوريا، وإبداء حزم أكبر تجاه حفظ مصالحها الحيوية هناك.
يذكر أن إسرائيل تشن هجمات داخل سوريا من حين لآخر تهدف ، بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي “افيجدور ليبرمان”، منع تهريب أسلحة متقدمة ومعدات عسكرية وأسلحة دمار شامل الى حزب الله، وكان آخر هذه الهجمات في السابع عشر من الشهر الجاري.
المركز الصحفي السوري