لعل كثرة التحليلات العسكرية في محاور القتال بريف حماة الغربي ومطابقتها للواقع، فإنها تصب في مجرى واحد وهو عدم قدرة النظام على المتابعة على عكس ما حدث في منطقة شرق السكة بريف إدلب الشرقي العام الماضي .
منذ ثلاثة أيام توقف النظام عن التقدم غرب حماة، وهو توقف إجباري ليس اختياري، فهو يتمنى مع روسيا و إيران اقتحام إدلب والخلاص من المعارضة، لكن الحقيقة تكمن في أن الثوار من كافة الفصائل خاضوا معارك انهكت النظام واستنزفت قواته و آلياته فقتل أكثر من 200 عنصرا للنظام بينهم ضباط من كافة الرتب، فضلا عن مئات الجرحى ما يعكس خسارة حقيقية وبليغة للنظام وميليشياته اثخنت جراحه، وهذا يعكس بشكل أو بآخر قدرة فصائل الثورة على ضرب النظام والدفاع عن مناطق سيطرتها، فيما يعكس ضعف النظام وقواته عسكريا اقتحام إدلب ومناطق بريف حماة ودليل على ذلك حالة الضجيج على مواقع وصفحات موالية للنظام لكثرة القتلى في صفوفهم وتدمير عشرات الآليات وهذا لم يكن بحسبان النظام ولا روسيا .
الأهم من ذلك … أن الثوار اعتمدو على مضادات الدروع والتي حققت نتائج مبهرة ومنها صواريخ التاو والفاغوت وغيرها من الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة وهذه تعد انتصارا والدليل على ذلك قلب حالة الثوار من موقع المدافع لموقع المهاجم وهذا يعتبر في نظام العسكرة انتصارا عظيما، وهذا ما ادركته روسيا لتطلق هدنة مدتها 72 ساعة لامتصاص هجوم الثوار وترتيب صفوف ميليشيات الأسد و إظهار أنها منتصرة في المناطق التي دمرتها وتقدمت إليها قوات النظام .
عسكريو الثورة يعون تماما ما هي خطة روسيا والنظام بهذه الهدنة فرفضوها تماما، وواصلت الفصائل استهداف مواقع قوات النظام في حين لم يجر حتى اللحظة اي تقدم للثوار في انتظار معركة حاسمة أو مفاوضات بين تركيا و روسيا ومطلب الثوار كان واضحا بانسحاب النظام من جميع المناطق التي تقدم إليها خلال الأسابيع الماضية غرب حماة، وزيادة على ذلك فقيادات الثورة رغم تعددهم فعناصرهم متواجدة في جبل شحشبو وسهل الغاب في انتظار بدء معركة ستكلف النظام كثيرا .
جغرافيا … لا أحد ينكر وخاصة أبناء المنطقة غرب حماة أهمية جبل شحشبو في جزئه الجنوبي ومنطقة المقالع والحرش بالقرب من قرية الكركات لما يحويه من تضاريس وعرة ومشرفة على مناطق سهل الغاب وقلعة المضيق ومنطقة قيراطة ذات السهول الواسعة، ويتمكن الثوار في ذلك الجبل من التنقل بسهولة فيما تقع مناطق سيطرة النظام تحتها وهي مرصودة بكافة تفاصيلها فضلا عن أن جبل شحشبو امتداد طبيعي لجبل الزاوية فالواجب على الثوار إذ ما ارادوا كسر النظام و إجباره عسكريا على التراجع إلى نقطة بدايته المحافظة على تلك النقاط في جنوب جبل شحشبو واستخدام الصواريخ المضادة للدروع بكثافة والتي من شأنها عدم السماح لقوات النظام التحرك والتململ وحتى الانسحاب لإطلالة الجبل على كافة القرى و البلدات غرب حماة .
الجبل الجبل الجبل تأكيد لفظي وعسكري، فمن بيده الجبل سيربح السهل والعكس صحيح فضلا عن أن الجبل يمتد لحدود مدينة قلعة المضيق وفي حال تمكن الثوار من السيطرة على قرية واحدة سيتم كسر النظام غرب حماة وهي قرية الكركات الملاصقة لجبل شحشبو وستنفصل قوات النظام إلى قسمين شرقي وغربي وسيقع النظام بين فكي كماشة، ليرفع النظام علمه الأبيض ويعلن الانسحاب والاستسلام .
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود