عبد الرحمن الراشد-صحيفة الشرق الأوسط
أعرب الراشد عن استغرابه من الموقف الروسي حيال الأزمة السورية، وعن أسباب استغرابه هذا أوضح الراشد أنه لا توجد هناك معاهدات دفاع مشترك، ولا يمثل “النظام السوري” قيمة استراتيجية لموسكو في الصراع الإقليمي، وبالتأكيد ليس مؤثرا في التوازنات الدولية، وليست فوق أراضيه معابر مائية، ولا في بطنه مصادر للطاقة، ولا أسواق استهلاكية، وقال متسائلا: إذا لم تكن هناك مصالح كبيرة، ولا قيمة استراتيجية، ولا صفقات عسكرية أو مالية، فما سر هذه السياسة الروسية المتشبثة بنظام مهترئ، لا مستقبل له؟، ورأى الراشد أنه لا يوجد تفسير منطقي يعلل مستوى التزام موسكو الضخم بدمشق الأسد خاصة إذا علمنا أن الروس مارسوا نفس الخطأ من قبل، عندما دعموا نظام الأسد بعد تورطه في اغتيال رفيق الحريري، وعطلوا المساعي الدولية لمعاقبته، وساندوه اقتصاديا، معتبرا أننا لو وجدنا هناك مصلحة واحدة تستحق موقف الروس الخادم لـ”النظام السوري” لعذرناهم، كما لفت الراشد إلى أن موسكو الآن لا تكتفي بإرسال خبرائها العسكريين لمواجهة الثوار وترسل ذخيرتها وبراميلها المتفجرة، بل، أيضا، تريد إعادة تأهيل الأسد رئيسا، منوها إلى أنها تحاول عقد مؤتمر هدفه إنهاء المعارضة، مقترحة مشروعا سياسيا يقوم على حكومة مشتركة من النظام والمعارضة تحت قيادة الأسد، وأبرز أنه من الطبيعي أن يرفضه المعارضون الذين يمثلون أكثر من ثلثي الشعب السوري، ولن ينجح مهما سعى الإيرانيون والروس من أجل فرضه.