بعد إعلان تركيا نيتها البدء بعملية عسكرية جديدة في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات “قسد” شرقي نهر الفرات بمشاركة فصائل مدعومة من قبلها (درع الفرات)، تواردت معلومات حول نية الحكومة التركية إخلاء عدد من المخيمات الواقعة في الداخل التركي المحاذية للمناطق التي ستطالها العمليات العسكرية ونقل اللاجئين إلى جهة أخرى (لم تسمها).
وأثارت الأنباء قلق السوريين المقيمين في المخيمات الموجودة في تلك المناطق، ليس جراء عملية إغلاق المخيمات فحسب، بل في مصيرهم بعد إخراجهم منها، وهل سيتم ترحيلهم إلى سوريا أم سيتم نقلهم إلى مخيمات أخرى كما حدث سابقاً مع أهالي مخيمات تم إخلاؤها قبل أشهر.
بلاغ بالإخلاء
تقول “أم محمد” وهي سيدة سورية تقطن في مخيم “جيلان بينار” في محافظة “شانلي أورفا” التركية في منطقة حدودية متاخمة لمدينة “رأس العين” بريف الحسكة، لـ “أورينت نت”: “الإبلاغ تم من قبل أحد المشرفين في المخيم قبل فترة أسبوع، حيث تم إخبارنا أنه من الممكن إخلاء المخيم ونقله إلى منطقة أخرى حرصاً على سلامتنا في حال اندلاع الحرب ضد الإرهابين في سوريا”.
وتضيف: “لا نعلم حتى الآن مصيرنا أو متى سيجري هذا القرار ولكن هذه الأخبار باتت متداولة داخل المخيم وخارجه والكل متخوف من تنفيذ هذه الخطوة، لأننا جميعاً أسسنا حياتنا الجديدة على هذا المبدأ ولا نستطيع تغييرها أبداً لأن أي تغيير من شأنه إعادتنا لنقطة الصفر” وفق تعبيرها.
إدارة المخيم تتحفظ
وبعد التواصل مع أحد الإداريين في مخيم “جيلان بينار”، رفض الأخير خلال حديثه لـ”أورينت نت” التصريح بأية معلومات حول نية الحكومة التركية نقل المخيمات أو إخلائها، واكتفى بالقول أن “الظروف هي من تقرر كل ما نفعله، ربما يتم بالفعل نقل المخيمات وربما لا، لا أعلم ولا أحد من الإداريين يعلم ما إذا كان هكذا قرار سيتم تنفيذه”، مشيراً إلى أن الدولة ورغم كل الظروف ستراعي سلامة المدنيين بالدرجة الأولى ومنها ستنطلق لرسم التدابير اللازمة.
وعن مصير السوريين المقيمين في المخيمات في حال تم اتخاذ قرار بالإخلاء، ذكر الموظف، أن “هذا الشأن مرتبط بغيره ولا يمكن حتى تداول الفرضيات، ولكن بالنظر لقرارات الدولة لا يمكن إعادة أحد إلى سوريا حالياً، وعلى الغالب يتم تأمين بيئة ملائمة أخرى مؤقتة أو دائمة لسكان المخيمات، ولكن هذا لا يعني أنه بالضرورة سيتم نقلهم أو إخلاء مخيماتهم”.
مديرية الهجرة توضح
مديرية الهجرة وعبر الرقم 157 ردت على ذات السؤال بدعوة وجهتها لجميع السوريين ممن هم داخل المخيمات أو خارجها، بضرورة عدم الانسياق وراء الأخبار ما لم تصدر ضمن تعميمات رسمية، حتى وإن كانت صحيحة وشبه مؤكدة، لافتة إلى أن التنبؤ سيخلق توتراً لا داعٍ له، وربما يخلف حالة من الاضطراب ستؤثر على وجود السوريين وأعمالهم داخل المخيمات وخارجها.
ويضيف موظف الاستعلامات: “قرار المخيمات خاص بإدارة الكوارث والحروب (آفاد)، وإلى الآن لم تصدر المنظمة أية قرارات من هذا القبيل، وفي حال تم إصدار قرار كهذا يتم إبلاغ مديرية المخيم به ليبلغ أصولاً، كما أن وسائل الإعلام التركية والعربية عادة ما تتربص بمثل هذه الأخبار وتنشرها على الفور”.
جدير بالذكر، أن السلطات التركية قررت البدء بإغلاق “مخيم سليمان شاه” للاجئين السوريين في ولاية (شانلي أورفا) جنوبي البلاد، ونقل ما يزيد عن 20 ألف لاجئ سوري إلى ولايات مختلفة، حيث بدأت عملية الإخلاء في يوم (الثلاثاء – 16 تشرين الأول وانتهت في 20 من الشهر ذاته) وقد ذكرت مصادر إعلامية حينها، أن عملية إخلاء المخيم تأتي في إطار سعي الحكومة التركية لإبعاد اللاجئين السوريين عن أية مخاطر أو تضييق قد يتعرضون له، لا سيما من بعض مناصري الأحزاب التركية المعارضة وعلى وجه الخصوص بعد حملات التحريض الأخيرة التي تعرض لها اللاجئون والأحداث التي شهدتها الولاية مؤخراً، حيث منعت الحكومة التركية توجه اللاجئين إلى مركز الولاية (مدينة أورفا)، بل اشترطت على الجميع التوجه إلى ولايات أخرى، للاستفادة من “البدل المادي” الذي تمنحه الحكومة التركية لتأمين السكن.
نقلاً عن: إورينت نت