“حلب اختبار أخلاقي للبشرية جمعاء”
أخبار وقصص ويوميات مكتوبة بالدم والألم تزداد يوماً بعد يوماً، تلحق بأهلنا العزل في حلب المحترقة بنيران القصف الهمجي وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ، لكن العجيب أن استخدامها محلل على أهلنا في حلب.
يشارك النشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حول “حلب تحترق” نتيجة تصعيد حملة القصف التي تطال أهلنا في حلب، فلم تشهد البشرية مثل تلك الحملة الهمجية من قبلُ، في حلب وحدها اجتمعت تجارب الأسلحة الحديثة، كما أصبحت مقبرة الأسلحة القديمة؛ فالقنابل الذكية الارتجاجية لها مكان في حلب، وكذلك القنابل العمياء والبراميل البدائية لها مكان أيضا، وكأن أرضها أعدت لتجارب الموت، ودماء شعبها أُحل هدره بل إراقته على أعتاب المصالح السياسية.
وها هو العالم يسمع صوت أطفال حلب من بكاء وأنات، ويشاهد صور الجرائم البشعة والمنتهكة لحقوق الأنسان.. وأي حقوق نتكلم عنها في ظل القتل العشوائي للطفولة وبراءتها، تلك التي يرتكبها نظام بشار ومن والاه.. ؟! ومع استمرار المجازر والقصف ما من شيء سوى زيادة في الصمت العالمي والخذلان العربي.
أخبار حلب المحترقة تسوء بازدياد الألم وحجم المعاناة، وقتل عشرات الأطفال يومياً بدم بارد، أحيانا بدم يغلي بحسب موقف النظام من تفوق على الأرض أو تراجع في الجبهات فيصب غضبه ناره على المدنيين بعيدا عن الجبهات التي خسر فيها، يصب نار غضبه في مناطق المعارضة دون رحمة أو شفقه بقوة الحديد والنار التي يقف الجميع أمامها عاجزين.
مع إتمام عام كامل على التدخل الروسي في سوريا، بحجة مكافحة الإرهاب، تزداد الحملة الشرسة ضد الأهالي في المناطق المحررة (حلب وإدلب وريف دمشق…)، وكأنها إشارة لاحتفال سنوي على جثث الأبرياء وركام المنازل المتهدمة في اختبار أخلاقي فشلت في اجتيازه البشرية بأكملها.
يكشف لنا أبو سامر (55 عاماً) من حلب المحترقة عن حزن عشعش في قلبه وآهات لم تسمعها آذان المتغافلين قائلاً “لم يكن يوم الجمعة كغيره من الأيام بل – كالعادة- زادت فيه الآلام.. آه، فما تشهده حلب كابوساً مرعباً.. ربما لعظمتك يا حلب جرّت عليك أكبر الطامعين.. يا حسرة على أبنائك وأطفالك يلّي صاروا تحت التراب، هم يحتفلون بمرور سنة على جبروتهم، ونحن نحتفل بأرواح تعلو السماء شاكية لربها ممن لا يرحم، فإن كان لظلمهم جولة فالفرج لنا جولات”.
ما تشهده حلب اليوم من هلاك للمدنيين وسقوط جرحى بالعشرات ومنهم عالقين تحت الأنقاض، فضلاً عن الدمار الواسع الذي لحق بالمكان نتيجة القصف الهمجي والأسلحة الأكثر فتكاً دفع الجالية السورية ونشطاء لحقوق الإنسان لتنظيم وقفة تضامنية، أمام السفارة الروسية في مدينة لاهاي في هولندا ضمن حملة “الغضب لحلب”.
تدمدم زوجة أبي سامر مع فقدان حفيدها الأول تحت الأنقاض وببكاء العين قبل الكلام “قد يتأخر الفرج عن حلب وتنحبس السعادة.. لكن حتماً سيأتي ذلك اليوم الذي ستعلو فيه أصوات الحق مدوية في سماء حلب المحترقة”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد