“ماما.. ماما العالم عم يتسحروا ونحنا لهلق ما أفطرنا” تلك كلمات الطفل عماد (8 أعوام) من ريف حلب وهو يطلب من أمه البائسة أن تقدم له الطعام، ليسكت ألم معدته الذي لا يطاع، تلك الأسرة لم تكن الوحيدة في سوريا، مثلها مثل الكثير من العائلات التي لا تملك قوت يومها، في ظل ظروف صعبة وحرب دامية، كان ضحيتها الشعب السوري.
لقد تراجعت القدرة الشرائية للسوريين، بسبب قلة فرص العمل والتضخم النقدي، الذي نال من قيمة الليرة السورية، في ظل حرب صنعها النظام ، امتدت خمس سنوات، مما رفع نسبتي الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية
تكشف أم بلال (32 عاماً) من مدينة إدلب “لقد زادت معاناتي في تأمين متطلبات البيت وتأمين الطعام لصغاري – انكشف المستور- أنهكتني الظروف في زمن فارق فيه الزوج الحياة، ودفن تحت انقاض “محله التجاري” لا معيل ..لا مال.. فقط ليس ..رحمة الله التي لا نرجو سواها”.
حمل رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “فضل عبد الغني، نظام بشار، مسؤولية ارتفاع نسبة الفقر وهجرة السوريين هرباً من تكاليف المعيشة ومخاطر الحرب” لأنه يرفض أي حل، ويستمر في قصف المدن والبنى الانتاجية، بعد أن فصل العاملين بالدولة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من عملهم.
وأوضحت الدراسات التي صدرت بعنوان “سورية خمس سنوات في خضم الحرب” أن هناك 13.5 مليون شخص بينهم ستة ملايين طفل، بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سورية، وفق إحصائيات نهاية عام 2015 مشيرة إلى أن الناتج المحلي للزراعة في البلاد انحسر بنسبة 60% بين عامي 2010 و2010 ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية.
يكشف “أبو هلال” من ريف إدلب “عائلتي ازدادت بعد رجوع البنات المتزوجات مع أبنائهن الصغار إلى بيت الجد.. ازداد ألمي.. بنتي سارة مات زوجها.. والأخرى اعتقل في سجون الذل عند نظام بشار.. آه .. نصوم نحن الكبار، لنطعم الصغار.. ما عساها يداي الهرمتان أن تحضّرا من الطعام لأجساد تحتاج الكثير في زمن أنهكنا فيه الفقر؟!”.
ويبقى الأمن الغذائي تحدياً كبيراً يواجه الأهل في سوريا, وخصوصاً أن الكثير من السلعة الغذائية تأتي الآن مستوردة، وإن لم تتم معالجة قضايا الفقر والأمن الغذائي، فأي من الاحتياجات التي ستقوم في المستقبل ستكون “ثورة الجياع” التي من المرجح أن تكون الأعنف.
يدمدم أبو هلال بصوت حزين “لم يقتصر الصوم على شهر واحد بالسنة.. باتت السنة كلها.. رمضان”
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد