قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لدى وصولها إلى القمة الأولى التي تحضرها للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) إن على زعماء الاتحاد إظهار موقف قوي وموحد «في وجه العدوان الروسي»، مشيرة إلى أن بريطانيا أدرجت مناقشة لما تقوم به روسيا في سورية على جدول أعمال القمة الأوروبية.
وأضافت «يجب أن نواصل العمل سوياً ومن الضروري أن نعمل معاً حتى نستمر في ممارسة الضغط على روسيا لوقف فظائعها المروعة… فظائعها المقززة في سورية».
من جهته، قال رئيس «المجلس الأوروبي» دونالد توسك إن على الاتحاد الأوروبي أن يبقي جميع الخيارات مفتوحة في التعامل مع روسيا بما في ذلك فرض عقوبات في حال واصلت موسكو «جرائمها» في مدينة حلب السورية المحاصرة.
وأضاف أن «على الاتحاد الأوروبي ان يبقي جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك فرض عقوبات في حال استمرت الجرائم».
بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى وصوله للمشاركة في قمة للاتحاد الأوروبي، أن «كل الخيارات مفتوحة» لفرض عقوبات على روسيا حول دورها في سورية.
وقال هولاند في تصريحات صحافية «كل الخيارات مفتوحة طالما لا توجد هدنة يتم احترامها في حلب وفي ظل هذه الرغبة بتدمير مدينة حلب، المدينة الشهيدة».
وتشارك ماي اليوم بعد ثلاثة أشهر على وصولها إلى رئاسة الحكومة البريطانية في قمة أوروبية في بروكسيل للمرة الأولى على أمل تهدئة مخاوف الأوروبيين من عملية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.
وبمناسبة عشاء عمل مع قادة الدول الـ 27 الآخرين في الاتحاد، يفترض أن تؤكد رئيسة الوزراء البريطانية من جديد رغبتها في تفعيل المادة 50 من «معاهدة لشبونة» قبل نهاية آذار (مارس) 2017، ما سيطلق مفاوضات خروج لندن من التكتل الأوروبي.
ورحب القادة الأوروبيون الذين يدفعون باتجاه انفصال سريع منذ استفتاء 23 حزيران (يونيو)، بهذا البرنامج الزمني الذي يفتح الطريق لخروج فعلي للمملكة المتحدة. لكن ماي أثارت أيضاً قلقاً عندما شددت على فكرة تطبيق مراقبة لهجرة مواطني الاتحاد الأوروبي ما يدفع العملية باتجاه مفاوضات «قاسية» من دون تنازلات.
وفي نظر الأوروبيين يتعارض هذا الاقتراح مع مبدأ حرية التنقل ولا يتلاءم مع الوصول من دون شروط إلى السوق الواحدة. وقال توسك الذي يخشى عملية انفصال صاخبة إن «الحقيقة القاسية هي أن بريكزيت سيكون خسارة لنا جميعاً».
وذكر مصدر قريب من الحكومة البريطانية أن ماي قد تكون مستعدة للتساهل والطلب من الدول الـ 27 الأخرى مساعدتها على التفاوض حول انفصال بأقل درجة من الصعوبات. وقال المصدر الحكومي إنها «تأمل في مملكة متحدة قوية تصبح شريكاُ لاتحاد أوروبي قوي. إنها لا تريد أن تضر عملية الخروج بالاتحاد الأوروبي. نريد رحيلاً من دون صدام وبناء يقلل من شأن الشكوك». وذكرت مصادر في مقر الحكومة البريطانية «سنتحرك كعضو فاعل وملتزم في الاتحاد الأوروبي حتى رحيلنا».
الحياة اللندنية