“لن استسلم للموت.. سأقاوم وأقاوم.. ليس فقط لإنقاذ نفسي، ولكن لأكون شاهد على ما حصل أمام عيني” كلمات تمتم بها الشاب “سامر الاشقر” (24عاما) من معضمية الشام .
قصص مأساوية تكاد لا تعد ولا تحصى حصلت خلال الثورة اليتيمة، ففي ثنايا كل منزل في سوريا هناك من ذاق لوعة هذه الحرب الهوجاء.
“كنت متصاوب قبل بيوم بشظايا, فات الجيش واقتحم وارتكب أبشع المجاز بمعضمية الشام” بهذه العبارات بدأ الشاب “سامر” حديثه معنا ليخبرنا عن قصته المأساوية خلال مداهمات معضمية الشام.
يتابع مضيفاً والدموع تكاد تنهمر من عينيه “كنت بالبناية لحالي وبلش صوت الرصاص يقرب كتير، كنت خايف ومرعوب وفكرت انو هاد الصوت انذار بس للاقتحام، بعدين عرفت انو صوت الرصاص كان اعدام ميداني، لأن يومها كانوا كل ما يلاقوا شب يعدموه بدون ذنب حتى لو مو مطلوب، كان هدفن يربو الناس”.
يسترسل متابعاً “صوت الدبابة صار بحارتنا و صوت العساكر سامعو كتير قوي، لحد ما اقتحمو باب البناية، وقفت بسرعة وكنت عم ارجف من الرعبة، بثواني كان مخلوع باب بيتنا.. صرنا بوجه بعض انا و ياهون، البواريد موجهة عليّ..طبعاً بسرعة أكلت كم كف و كم مسبة..قالولي: ليش ما فتحت الباب، رديت وانا رح يوقف قلبي من الخوف، كنت نايم..قال: طلاع لبرا، و بلشو فيني ضرب بدون سبب، بجية الضابط تبعن قلتلو انا ما دخلنني بشي ليش عم يضربوني ..قلي مممم وين المسلحين بالبناية واي البيوت مسكونة قلتلو ما عنا مسلحين وصحاب البيوت مبارح نزحو ..قال طلاع قدامنا “.
توقف للحظات وأخذ يمسح دموعه المنهمرة على خدوده قبل أن يتابع حديثه بصوت مخنوق “صاروا يخلعوا البيوت ويفوتوني قدامهم درع بشري طبعا مع المسبات والركلات..هييييك لوصلنا لآاااخر شقة.. خلعوها وفتت أنا ..وقفت و قلتلو شو ساوي سيدي!!!.؟؟ قام أشر بأيدو عل حمام قلي فوت شفلي في حدا متخبي وهو موجه علي البارودة..فتت أنا خطوتين و فتلت ضهري لقيتو مصوب الروسية..قلتلو هدي والله أنا مو عامل شي بس …!!! ما لحقت كمل كلامي كان مقوص أول رصاصة ..فوراً تشاهدت عروحي قام رشقني تلت رصاصات وراها.. صرخت ورميت حالي ع الأرض وعملت حالي ميت..خلص مهمتو وراح ..بهل وقت كان باقي العناصر ويلي هنن شي 25 واحد، ما بنسا وش ولا واحد فين عم يعفشو البيوت..ضليت شي 5 دقايق وطبيت ع بطني، في تنين ضلو بلبيت وأنا سمعان خطواتن كانو عم يسرقوه ويفتشو فيو..قلو واحد لصاحبو تعا نشوف هالكلب إذ فطس قصدو عني..فتح باب الحمام فكتمت النفس ضلو شي دقيقة يراقبوني لحتى تنفست وبس تنفست قلو ليك لسا في روح شوف كيف بطنو عم يطلع وينزل.. قوصو!! هون أنا فتحت عيني نتفه صغيرة لقيتو مصوب علي فتشاهدت بقلبي.. رجع قوصني رصاصتين تانيات اجو بكتفي جنب راسي مباشرة..بعدا حملو حالن ومشيو عأساس أنا متت..و بس راحو و خلصت المداهمات أسعفت حالي ..هاد اليوم ما بنساه بعمري، بس الله كتبلي فيه عمر جديد”، أنهى كلامه ودموعه شاركت دموعنا حزناً والحرقة تملأ قلوبنا لما سمعناه من شاب نجا من الموت بأعجوبة.
هل هذا فعلاً يحدث في سوريا؟ هل هناك من يقدر على تحمل كل هذا سوى شعب تمسك بالحرية والخلاص من الظلم!.
المركز الصحفي السوري _ حنين حمادة.