لعل الكثير من المثبطين والمحبطين أعربوا عن صدق كلامهم بعد إعادة سيطرة النظام على بلدة كفرنبودة، لكنهم نسوا أن الثوار لطالما تمكنوا من تحريرها بساعات قليلة فماذا يعد الثوار مجددا ؟؟.
أهالي سهل الغاب وجبل شحشبو ومنطقة قيراطة بريف حماة الغربي، هم أكثر المتضررين من هجوم النظام واقتحام بلداتهم ومدنهم وقراهم لكن العسكريين في الثورة يدركون تماما آلية سير المعركة، فبعد تقدم النظام استقدم الثوار المئات من العناصر وكميات كبيرة من الأسلحة والتي أوقفت تقدم النظام وميليشياته وروسيا نحو مناطق جديدة في الريف الحموي، وتمكن الثوار قبل أيام من استعادة السيطرة على كفرنبودة خلال يوم واحد وقتلوا وجرحوا فيها أكثر 200 عنصر من عناصر النظام، والذي بدا عاجزا كليا عن الصمود أمام هجوم و إصرار الثوار الذين طردوا قوات النظام إلى خارج البلدة فما كان الخطأ ؟؟؟.
الخطأ كان واضحا هناك في الجبهة الغربية المتمثلة بجبل شحشبو وسهل الغاب من خلال تأجيل العمل العسكري الذي وعد به الثوار هناك على محوري الكركات والحويز، واللذان يعتبران أسهل من محور كفرنبودة، نظرا للطبيعة الجغرافية الوعرة، فلم يبدأ العمل العسكري المنتظر بالتزامن مع تحرير بلدة كفرنبودة قبل أيام واستغل النظام قدرته على الكثافة النارية و سياسة الأرض المحروقة على طيلة الساعات والأيام لمنع الثوار من البدء بأي هجوم ونجح في إطالة الفترة لإعادة ترتيب صفوفه خلال أيام والبدء من جديد بحرق كفرنبودة التي أصبحت ركاما على ركام، لينسحب الثوار منها للكثافة النارية وترك مواقعهم لإعادة ترتيب صفوفهم وعد العدة من جديد .
لطالما تحدث الكبير والصغير عن جبل شحشبو والذي يعتبر مرصدا مرتفعا يشرف على مناطق سيطرة النظام هناك وهذه نقطة قوة يمتلكها الثوار هناك فكيف للنظام و آلياته التحرك وبيدك المرتفع وصاروخ التاو فإن تحركت آليات النظام فهذا يدل على ضعف عسكري لدى الثوار وعدم التخطيط الكافي فوحدها صواريخ التاو كفيلة بتدمير كل من يتحرك في المستريحة والكركات والحويز والحمرا وقلعة المضيق، أما بالنسبة لكفرنبودة فالنظام دخل البلدة للمرة الثانية من جهة الغرب وهي مرصودة تماما من حرش القصابية وبعض المرتفعات من جبل شحشبو، فينبغي على الثوار المقاتلين أن يمنعوا تحرك آليات النظام وميليشياته ضمن المسافة الممتدة من بلدة كفرنبودة وحتى موقع تل عثمان، بمسافة تقدر بنحو 6 كيلو متر وهي واضحة للعيان دون منظار .
النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة قبل سيطرته على أي منطقة، لكن في المقابل النظام لايستطيع اتباع هذه السياسة في عدة محاور، فعندما تعمل محاور الثوار جميعها بنفس الوتيرة والخطة واللحظة والهدف من محاور مختلفة لن يتمكن النظام وطائرات روسيا من التحكم بتلك المحاور وسيتهاوى عناصر النظام أمام ضربات وهجوم الثوار، لكن هذا شريطة أن يبدأ الجميع المعركة ولا يجب ترك فصيل أو اثنين يقتلون بمساحة 5 كيلو مترات مربعة يتلقون البراميل والصواريخ والقذائف والرصاص.
الثوار أمامهم فرصة من ذهب وهي البدء بعمل كامل وشامل يمتد من محور الكبينة بجبل الأكراد غربا إلى الحماميات شمال حماة، و إن تمت العملية سيقف النظام بموقف صعب سيصمد في منطقة لكنه سيتهاوى في منطقة أخرى وسيعلن الثوار انتصارهم.
الفصائل التي قدمت من أقصى الشمال السوري مطالبة من المهجرين والنازحين بالبدء بالعمل العسكري وضرب النظام وكسر عظمه ومن يكسر كلب الراعي فكأنما كسر الراعي .
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود