ضغط حزب الله على إدارة قناة الـ”أم تي في”، لمنع عرض تقرير أنجزته الإعلامية كارول معلوف مع أسيريه “حسن نزيه طه، ومحمد مهدي هاني شعيب” لدى جبهة النصرة في سوريا، وقد تم بث، الأربعاء، ست دقائق فقط من المقابلة من أصل 80 دقيقة.
وبحسب أوساط مقربة حسب موقع “جنوبية” اللبناني، فإن المقاطع التي منع الحزب عرضها في برنامج “بموضوعية”، كان بها تهجم من قبل الأسيرين على حزب الله وقياداته وتضمنت معلومات وتفاصيل تسيء بشكل مباشر وتظهر حقائق عن الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا.
وأكد الأسيران أن “جبهة النصرة تعاملهما بإنسانية وأنهما لا يتعرضان للتعذيب، طالبين من الحزب معاملة أسراه كما تعاملهما النصرة”، وشرح طه وشعيب أن سبب انتسابهما لحزب الله يعود إلى الشحن العقائدي الذي يتعرض له الشيعي في لبنان إضافة إلى المردود المادي، وأكدا أن الشيعي في لبنان إن لم يكن ينتمي لحزب الله أو حركة أمل يتحول إلى شخص منبوذ ومكروه من بيئته.
وأظهر الفيديو القصير مجموعة من النقاط، وأولها الراحة النفسية للأسيرين أثناء المقابلة، فلم يظهر على ملامحهما أو ردود فعلهما أي مؤشر لتهديد أو ضغط، مما يعني أن ما صرحا به هو عن قناعة شخصية خاصة وليس تلقينا.
وثانيا الثقة بالصوت ولا سيما حينما قال أحدهما إن الحزب مارس ضغطا مذهبيا على الشباب ليخوضوا الحرب السورية تحت شعار حماية المقامات ومنع النساء من السبي، وتأكيده الضمني أن كل ما ساقه الحزب من شحن عقائدي لم يكن ذا صحة ولا انعكاسا لحقيقة الحرب المفتوحة على الجانب السوري.
وشدد الأسيران على أنّ قتالهما إنما كان لدواعي مادية يؤمنها الحزب لهما، وأن الشيعي في لبنان أما أن يكون منبوذا أو يكون تحت غطاء الثنائية، مع التوضيح أن الانتماء لحركة أمل أو لحزب الله ليس خياراً وإنما قرار لا بد منه.
والنقطة الأهم في الفيديو هي تلك المشتركة بين ما أكده أكثر من مرة العسكريون المخطوفون لدى النصرة أثناء الخطف، وبعد إطلاق سراحهم عن المعاملة الحسنة، وبين ما أكده أمس عناصر حزب الله أنفسهم.
وبين الفيديو التخوين الذي طال العسكريين من قبل إعلام الممانعة لتصاريحهم.
واعتبر الموقع اللبناني المعارض أن الدقائق القليلة من المقابلة كانت كفيلة بإسقاط العديد من المفاهيم الخاطئة والتي رسخّها الحزب في أذهان جماهيره عن الحرب السورية، وأشار إلى أن ما منع الحزب عرضه بالتهديد ومارس عليه التعتيم يظهر كثيرا من الحقائق التي ستعري -لو أذيعت –”المقاومة” الحامية لنظام بشار الاستبدادي.
عربي 21