صحيفة العرب القطرية
المسارعة الروسية الإيرانية للترويج لحل سلمي بضوء أخضر أمريكي ثمنه الكيماوي الأسدي، معتبرا أن الإخوان المسلمين في سوريا قد أحسنوا برفضهم المشاركة في مؤتمر الزور الذي دعت إليه روسيا، كما رفضوا من قبل المشاركة في مؤتمر زور آخر هو جنيف، ولفت الكاتب إلى أن ثلاثة وسطاء أمميون قد عجزوا عن إقناع طاغية الشام بالتنازل، وعجز أكثر من ربع مليون شهيد وما يماثلهم من المعتقلين والمفقودين ونصف مليون جريح وأحد عشر مليونا مشردا، وتدمير %70 من البلد كلها عجزت عن أن ترغم الطاغية على التواضع ليقبل ببعض حرية من انتفض، موضحا أنه لا يزال يصر على نفس عباراته منذ اليوم الأول للثورة، “مؤامرة وتدخلات أجنبية”، وكأن التدخل الروسي والصيني والإيراني والعراقي والحزبلاتي إلى جانبه من أهل البيت، وأشار الكاتب إلى أن من كانوا متحمسين بالأمس لموسكو ودورها بدأوا يتسللون لواذاً، حيث أصر بعضهم على تجريب المجرب، والدخول في ماراثون طويل من المفاوضات، التي يريدها النظام كحوار مع نفسه وحوار من أجل الحوار ذاته، كسباً للوقت والظهور أمام العالم على أنه يرغب بالحوار، وأن من يعرقله هم الثوار على الأرض ومن ينسحب في حال تكشف له حقيقة النظام، المتعري أصلاً أمام السوريين، فهو يرفض الحل السلمي وإرهابي لا بد من تصفيته، ويضيف الكاتب متسائلا: فهل يفكر عاقل أن روسيا التي كانت جزءاً من المحرقة السورية على الخطى الغروزنية، يمكن أن تكون جزءًا من الحل، مؤكدا أن ما يجري هو عملية تكاذب، فروسيا جزء من حلف استبدادي عالمي يضم إليه الصين وإيران والعراق و”النظام السوري”، وسيواجهون بأظافرهم وأسنانهم الثورة الشامية لقناعتهم أنها بوابة ثورة كبيرة تهدد بالتهامهم وحرقهم إلى إيران والقوقاز والصين، بالإضافة إلى خسارتهم العراق ولبنان، وخلص الكاتب قائلا: إن ما يجري طبخة حصى، يختصرها المثل الدارج “الجنازة حامية والميت كلب”.