لا أحد يدري كيف سنواجه في المستقبل الجيل العربي الذي يعيش الحروب والتشرد والمجاعات، وهو يرى أمامه أشلاء عائلته وجيرانه، ويشهد حالات اغتصاب للأطفال والنساء والبنات، ودماراً هائلاً، وتهجيراً قسرياً، وسجوناً ومجندين للإرهاب، ووسطهم أطفال يصعب إعادة تأهيلهم كأناس أسوياء.
وأسردت: ثم كيف تستطيع تلك الدول تحمل أعباء المرضى والجرحى والأسرى والسجناء وغيرهم، وبناء المدينة والقرية وحياة اجتماعية جديدة تقوم على أسس تربوية سوية إذا كانت سورية وحدها هجّرت ثلث سكانها أو أكثر، وكذلك العراق عدا من قتلوا، ونفس الأمر مع ليبيا واليمن والصومال، حيث حروب العرب ليست موجهة لعدو غازٍ أو محتل لتبرز الروح الوطنية والقومية وتخلق البطولات وقادة الجيش والمجتمع، وتفرز جيلاً يعتز بأمته ونضاله لتكون دوافع لبناء أمة متماسكة تريد إعادة حياتها وفق تطور العصر، وهو ما شهدته فيتنام كنموذج يصلح لأن نقرأ تجربتها وتاريخها وحاضرها الجديد من خلاله..
وفندت: الوطن العربي خاض حروب التحرير فكانت أمجاداً في تاريخها، ولكنها خاضت أخرى أهلية وطائفية، وحاضرنا هو أكبر مأساة ترسم مستقبلاً مجهولاً، حيث لا أحد يفهم شكل بناء الدولة والمجتمع القادمين، وهل ستصبح الدولة الوطنية مجموعة دويلات تتقاتل لأي سبب على الموارد والثروات والحدود بمبررات دينية أو غيرها، وستُمسخ أي هوية للإنسان في تحقيق ذاته من خلال مكون وطني مفتوح معترف به دولياً؟.