ما تشهده حلب من مآسي حروب مدمرة، لا بد أن تذكّر الضمير العالمي بالجرائم الأخلاقية التي لم تتوقف، والظاهر أنها لن تتوقف في المدى المنظور، فسكوت مشجع وتصريحات لم تصل حتى أبعد من آذان من يطلقها سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، فنظام بشار يطغى في حلب مع مساندة من لا أخلاق لهم ويقتل الأبرياء بسناريو الحصار والقصف اليومي.
والأسوأ من ذلك في الوطن الأم نفسه “سوريا” وفي اللاذقية بالتحديد اختارت وزارة السياحة في نظام بشار الاحتفال ب “أسبوع الموضة” في أحد الفنادق في تلك المدينة التي تخضع لسيطرة النظام وهذا ما يطبق مقولة –إن لم تستحِ فافعل ما شئت – مع عرض للأزياء في مدينة مسقط رأس بشار، تقلع طائرات حربية من مطار حميميم لتحلق فوق مناطق المعارضة حاملة صواريخ الموت التي لا ينجو منها لا البشر ولا الشجر وحتى الحجر يشهد بركامه على قوة الحقد وينهار ركاماً كثيفاَ عل رؤوس سكانها الأبرياء.
العرض جاء بالتزامن مع الوقت الذي كثفت فيه الطائرات الروسية وطائرات النظام ضرباتها المؤلمة على مدينة حلب وحمص وإدلب.. ومناطق أخرى للمعارضة.. بالطبع الفتيات اللواتي يظهرن على مسرح العرض وهن يختلن بألوان الألبسة الزاهية، وبتصفيق الجمهور وأصوات الغناء التي تملأ المكان، وكأن حياة جديدة يعيشها أبناء المدينة لا تمت لأبناء الوطن في مناطق المعارضة بصلة؛ فهناك 150 مدنيا لقوا مصرعهم وأصيب آخرون، خلال الأيام التي يتم فيها نشاط العرض.
فتيات حلب يصرخن من شدة الألم لفقد الأهل تحت الأنقاض، وتظهر بثيابهن ملطخة بدمائهن جراء الإصابات البالغة نتيجة استهداف المباني السكنية.. وأمهات تودع فلذات أكبادهن بحرقة الدموع.. هي مذبحة حقيقية تدور رحاها في حلب.
ولدى زيارتنا لمشفى الأطفال المدمر بصواريخ مستهدفة تحدثنا مع أم وسيم (27 عاماَ) وهي ترتجف في حديثها من حزنها الشديد قائلة “لم أستطع تغيير الدم لطفلي المريض إنه يعاني من “التلاسيميا” أقف عاجزة ما بين حصار خانق ومرض عضال.. آه كل ما يمكن أن يساعدنا خسرناه أمام همجية نظام حكم على أحبتي بالموت.. والموت البطيء لمن يحتاج لعلاج في ظل التضييق الخانق، فشلت كل السياسات التي من شأنها أن تغير الواقع في حلب.. وعلينا أن نتحمل الكثير من الآلام لننال الفرج المنتظر بعون الله”.
سلطة نظام لا تغيب عنه الحقائق إنما يحاول أن يخفيها بإعلامه الذي عرف عنه المراوغة والكذب والتعتيم على حقائق وجرائم تشهد لها البشرية، لكن مع الفشل السياسي حيال مناطق المعارضة تزداد أنشطة المناطق التي تخضع للسيطرة وبتباهي واستمرار للحياة الطبيعة، متجاهلين جروح أبنائها في مناطق المعارضة
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد