كشف وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن الفرصة الكبيرة المتاحة من أجل تحقيق تطبيع كامل مع الدول العربية في المنطقة التي قال إنها “باتت تدرك أن مشكلتها ليست مع إسرائيل، بل هي جزء من الحل”.
وأعلن ليبرمان أن “إسرائيل باتت قريبة جدا من التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين”، مؤكدا أنها أصبحت “أقرب من أي وقت مضى لتحقيق السلام”، وفق ما ذكره موقع “i24” الإسرائيلي.
وقال: “آمل أن ننجح بتحقيق هذه الإمكانية”، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “يبذل جهودا مضاعفة لأجل تحقيق السلام”.
وأشار خلال مقابلة له معه في القناة الإسرائيلية الثانية، إلى أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك الدول العربية باتت تفهم أن مشكلتها ليست مع إسرائيل، بل إن إسرائيل قد تكون حلا للمشكلة”.
وبحسب مقاطع نشرت مساء الخميس، نوه ليبرمان إلى أن “طرح فكرة تطبيع العلاقات مع الدولة العربية مقابل تحقيق السلام يشمل فتح سفارات وعلاقات تجارية، ورحلات مباشرة وما إلى ذلك، كما أن هذا التوجه يلقى تأييدا كبيرا في المجتمع والكنيست الإسرائيلي”.
وفي تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الأسبوع الماضي، أوضحت أن إدارة ترامب “باشرت بوضع خطوط عريضة لاتفاق سلام محتمل يكون مقبولا على الطرفين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
مفاوضات التسوية
وأشارت الصحيفة، إلى أن إدارة ترامب “تدرس إمكانية صياغة وثيقة مبادئ لحل القضايا الأساسية التي تساهم بتمهيد الطريق بين إسرائيل والفلسطينيين لإجراء مفاوضات بين الطرفين من أجل التوصل إلى تسوية دائمة”.
ووفقا لـ”هآرتس”، فإن نتنياهو أخبر أعضاء حزبه خلال اجتماع لهم في “الكنيست”، أن الإدارة الأمريكية “قد تطرح وثيقة مبادئ أساسية لمفاوضات السلام”، مضيفا أن “لدى إدارة ترامب رغبة جدية لطرح أمر ما على الطاولة”.
ويستعد نتنياهو وكبار مستشاريه لاحتمالين، الأول طرح صيغة مبادئ لنقاشها بمشاركة طرفي النزاع كمرحلة تمهيدية للشروع في المفاوضات، والثاني أن يتم فرض الوثيقة لأن تكون أساس مفاوضات التسوية الدائمة بين الطرفين، وفق الصحيفة مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015، اندلعت انتفاضة فلسطينية ثالثة، حيث شهدت الأراضي المحتلة العديد من عمليات الطعن والدهس ومواجهات واشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتسببت في حصيلتها إلى استشهاد نحو 267 فلسطينيا وأردنيين وشاب سوداني، إضافة لقتل نحو 41 إسرائيليا.
هجوم على لبنان
وفي سياق متصل، طالب ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف، صباح الجمعة، المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، بالضغط على الحكومة اللبنانية، من أجل ترحيل ثلاثة من قادة حركة حماس؛ بينهم الأسير المحرر المبعد صالح العاروري”، وفق “i24” الإسرائيلي.
وزعم ليبرمان خلال اجتماعه في القدس المحتلة مع هايلي، التي تزور “إسرائيل” هذه الأيام، أن العاروري “عضو المكتب السياسي لحماس، كان يعمل ضد إسرائيل من تركيا وكان يقيم مؤخرا في قطر، ووصل إلى لبنان، والآن يخطط من هناك لعمليات ضد إسرائيل؛ سويا مع ناشطيْن اثنين من حماس”.
وقال: “يستمر هؤلاء الثلاثة في محاولة تفعيل العمليات ضد إسرائيل من لبنان، وبالوقت ذاته سيعززون العلاقة بين حماس وحزب الله، وكل هذا تحت مظلة إيرانية ودعم من قائد فيلق القدس بحرس الثورة الإيراني قاسم سليماني”.
وشدد ليبرمان على أن ضرورة “عدم السماح له بالاستمرار بأعماله”، مطالبا الولايات المتحدة، بالضغط على الحكومة اللبنانية “لترحيل الثلاثة من أراضيها”.
وتابع: “لبنان دولة ذات سيادة تربطها علاقات بالولايات المتحدة، وبموجب هذه العلاقات تعقد اجتماعات ثنائية على مستويات عالية جدا، سواء في العاصمة بيروت أو في واشنطن”، مضيفا: “من جهتنا، فإن لبنان هي المسؤولة عما يجري بداخلها، وهي المسؤولة عن العمليات التي تخرج من أراضيها”.
وأضاف ليبرمان: “من المهم أن تعمل الولايات المتحدة لدى الحكومة هناك من أجل إحباط المحاولة لإقامة مقر إرهابي جديد”، مشددا على أن لبنان “سيتحمل المسؤولية عن أي عملية ضد إسرائيل تنفذها حماس”.
عربي 21