قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن العديد من اللبنانيين ،ضحايا انهيار العملة، يواجهون ظروفاً صعبة جداً، وهم يتهمون الطبقة السياسية بالانشغال بمصير البنوك أكثر من اهتمامها بمصير الشعب.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن حكومة التكنوقراط التي تشكلت في يناير/كانون الثاني الماضي تعهدت بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات في غضون “مائة يوم” ، ولكن لم يبدأ أي شيء حتى الآن. وتحت ضغط البنوك، تمت عرقلة خطة الإنقاذ التي وضعتها الحكومة منذ شهر مايو/أيار مع صندوق النقد الدولي للحصول على المساعدة. البنوك ترفض بشكل قاطع إعادة الهيكلة الأساسية التي تدعو إليها الخطة والتي ستجعل من الممكن سداد ديون البلاد عن طريق السحب من أموالها الخاصة. ويحظى البنوك بدعم النواب والسياسيين أصحاب النفوذ، الذين تبدو مسألة البنوك أكثر أهمية لديهم من المواطنين الذين وصلوا إلى حافة الانهيار.
ولم يُعد الحديث عن أزمة اجتماعية واقتصادية، بل تطور إلى أن البلد دخل في أزمة إنسانية حقيقية، كما تنقل الصحيفة عن السيد بوجار هوكشا، رئيس منظمة Care International الخيرية في لبنان، والذي أوضح أن ‘‘أكثر من 50 في المئة من اللبنانيين لم يعد بإمكانهم سد احتياجاتهم الأساسية من الغذاء ولم يعد بإمكانهم الحصول على الصحة والتعليم’’.
وتابعت صحيفة ليبراسيون القول إن البنوك والطبقة السياسية الفاسدة باتوا اليوم منبوذين من اللبنانيين الذين لا يرون أفقًا للانسداد الحالي، خاصة وأن الدول التي كانت تدعم لبنان في السابق اقتصاديًا لم تعد قادرة أو لم تعد لديها الإرادة للقيام بذلك. وكشرط لتقديم أي مساعدة، تمارس قوى دولية وإقليمية ضغوطاً مزدوجة على القادة اللبنانيين: أولاً، تنفيذ إصلاحات حقيقية لنظامه الفاسد. وثانيا، الحد من نفوذ حزب الله في الحكومة وفي البلاد، هو الشرط المقدم خاصة من الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، ويعد مطلباً جيوسياسياً غير واقعياً، باعتبار الحركة الشيعية الموالية لإيران هي من تهيمن على النظام السياسي اللبناني الحالي.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى الموقف الأمريكي، الذي لخصه وزير الخارجية مايك بالقول إن دعم واشنطن للبنان ‘‘مرهون بتنفيذ الطبقة الحاكمة في لبنان الإصلاحات الصحيحة وعدم خضوعه لسيطرة إيران’’. أما فرنسا فقد صعدت من لهجتها هذا الأسبوع، حيث صرح وزير خارجيتها جان إيف لودريان ‘‘ألا شيء يتحرك’’ وأن لبنان يواجه خطر الانهيار.. وقال لودريان للمسؤولين اللبنانيين: ‘‘سعدونا على مساعدتكم’’ .
نقلا عن القدس العربي