نشرت صحيفة “لوريون لوجور” اللبنانية الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول الأطروحة التي تؤكد أن أيام نظام بشار الأسد أصبحت معدودة، مستعرضة ما تستند عليه من تأويل للأوضاع الداخلية بسوريا، ومواقف الجهات الخارجية المتدخلة فيها، والعوامل الدولية المؤثرة في هذا الصراع الذي يدور منذ أربع سنوات.
وعرضت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي 21“، أربعة مؤشرات كبرى تعزز هذه الأطروحة، أولها الصعوبة التي يواجهها النظام السوري في تجنيد عناصر جدد، علاوة على الهزائم المتتالية التي لحقته، وثانيها تأهب الثوار لخوض المواجهة مع قوات بشار الأسد في حلب، واقترابهم من مدينة اللاذقية التي تُعد معقل العلويين، بالإضافة إلى احتمال شنهم لهجمة شاملة على دمشق.
أما المؤشر الثالث؛ فقد أفادت الصحيفة بأنه يتعلق بحالة اليأس التي بدأت تستولي على أنصار النظام واحدا تلو الآخر. في حين يتعلق المؤشر الرابع والأخير بخطر تخلي إيران وروسيا عن بشار الأسد، على خلفية الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بنظامه، وتبعا لما ستسفر عنه المفاوضات الدولية حول الملف النووي الإيراني، وإمكانية انضمام موسكو لتحالف عالمي، يجمعها مع الغرب، لمكافحة التنظيمات المسلحة.
وبالنظر إلى هذه العوامل؛ فقد اعتبرت “لوريون لوجور” أن بشار الأسد قد وجد نفسه الآن في موقف لا يحسد عليه، وأكثر تعقيدا من أي وقت مضى، مشيرة إلى أهمية الاستعداد لكافة الاحتمالات، “وإن كانت هذه المؤشرات المذكورة تنبئ بما لا يدعو للشك؛ بقرب انقضاء أيام نظامه” على حد قولها.
وقالت إن عامل الوقت هو وحده الكفيل بأن يجمع بين كل العوامل المؤدية إلى حتمية استبدال بشار الأسد، وذلك بصرف النظر عن حالة الضعف التي يعيشها، حيث إن تحصيل كل من إيران وروسيا لحد أدنى من الضمانات بشأن من سيخلفه؛ كفيل بدفعهما للتخلي عن حليفهما الاستراتيجي.
غير أن مجموعة من التحديات – بحسب الصحيفة – لا تزال تقف حائلة دون تحقق هذا الاحتمال، أهمها تخوف هاتين الدولتين من طبيعة النظام الذي سيقوم على أنقاض نظام بشار الأسد، ومدى امتداد الحدود الجغرافية للدولة السورية، علاوة على خطر عدم التزام الجهات المتنازعة بأي اتفاق قد يجمع إيران وسوريا مع الجهات المؤثرة في المشهد السوري، مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا.
وأضافت أن حرص روسيا وإيران على الحفاظ على نفس المؤسسات القديمة بسوريا؛ يتطلب “حتما” استبدال بشار الأسد بجنرال علوي، أو بشخصية سنية بعثية، وإن كان هذا الخيار سيواجه مقاومة سعودية وتركية حتمية، حيث لن ترضخ هاتان الدولتان لهذا الحل، حتى تحت الضغوطات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية أن يتهاوى جزء من أفراد النظام الموالي لبشار الأسد؛ حتى يسهل التغلب عليه واستبداله، وهو ما يدركه الأسد تماما، ويسعى جاهدا لتجنبه عبر محاولة الحفاظ على علاقته الحيوية بنظامه، واستغلال عدم اعتراف الجماعات المسلحة بالنظام، ومضيها في خيار المواجهة؛ حتى يقدم نفسه في صورة الضامن الوحيد للتصدي لها، “علما بأن الولايات المتحدة؛ لن تقبل بأن يترك مجال الوصول إلى السلطة مفتوحا أمام جبهة النصرة، أو تنظيم الدولة”.
ولفتت إلى “احتمال تعرض النظام السوري الحالي لهزيمة عسكرية شاملة وساحقة، خاصة مع حالة العزلة التي تنتابه، وإن كان ذلك لن يمنعه من السعي لكسب المعركة الجوية التي لا يزال بإمكانه تحقيق انتصارات فيها”.
وفي الختام؛ فقد خلصت صحيفة “لوريون لوجور”، إلى أن عامل الوقت يُعد محوريا في استمرار نظام بشار الأسد، “فمع اشتداد وتيرة القتال؛ تزداد راديكالية المجموعات المسلحة، وتتحول المواجهة إلى حرب استنزاف؛ تقتل النظام شيئا فشيئا، ما يجعل قضية الحرب والسلم في سلم الأولويات، بصرف النظر عن بقاء بشار الأسد من عدمه”.
عربي 21