تحت عنوان: “في سوريا.. بعد العسكريين، موسكو تبعث بسُياحها”؛ قالت أسبوعية “لوبوان” الفرنسية إن وكالتين روسيتين للسياحة تقومان حالياً بتنظيم رحلات سياحية في سوريا (دمشق و حلب وتدمر) التي مزقتها ثماني سنوات من الحرب.
وأوضحت المجلة الفرنسية أن وكالتي Miracle و Kilimanjaro الروسيتين للسفريات؛ تقترحان رحلات سياحية إلى سوريا مقابل 1500 يورو، في زيارة تشمل دمشق وحلب وتدمر وصيدنايا. ومنذ يوليو/ تموز الماضي، أصبحت هناك رحلة مباشرة تربط موسكو والعاصمة السورية.
ويبدو -بحسب لوبوان- أن وكالة Kilimanjaro نقلت هذا العام حوالي 50 سائحاً روسياً إلى سوريا، فيما تنوي وكالة Miracle للسفريات تشكيل أول مجموعة تضم من 15 شخصاً في مارس/آذار القادم.
وتهدف وكالات الأسفار الروسية، إلى عودة التدفق السنوي لـ3 آلاف سائح مسجل قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011. وهو أمرٌ يرحب به السفير السوري لدى موسكو الذي يحاول من جهته طمأنة وتحفيز الروس بالقول: “يمكنكم زيارة المعالم الأثرية والشواطئ التاريخية في اللاذقية”.
غير أنه في واقع الأمر، فإن هذه المواقع السياحية التاريخية في سوريا تبدو اليوم كساحات قتال، على غرار مدينة حلب العريقة التي باتت مشوهة، رغم أن الوكالات الروسية تؤكد أن المتحف العتيق بالمدينة قد أُعيد افتتاحه. وبحسب منظمة اليونسكو، فإن 30% من البلدة القديمة دُمّرت بالكامل بفعل الحملة التفجيرية التي شنتها الحكومة ضد مواقع المعارضة المسلحة، فيما لحقت أضرار جسيمة بالمواقع الأخرى بالمدينة، التي تعد واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم منذ بداية الألفية السادسة قبل الميلاد.
أما تدمر “لؤلؤة” الصحراء القديمة، فليست هي الأخرى في حال أفضل، بعد أن دمر تنظيم “الدولة” قوس النصر الأثري الذي بلغ عمره ألفي سنة بالإضافة الى المعابد التاريخية للمدينة. والأمر المحرج أكثر، هو أن الجهاديين ما زالوا يزرعون الإرهاب في تلك المنطقة. ففي سبتمبر/ أيلول الماضي، واجه جيش النظام السوري العشرات من مقاتلي تنظيم “الدولة” الذين وجدوا ملجأ في كهوف طبيعية تقع إلى الشرق من المدينة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة صيدنايا الواقعة على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من دمشق والتي تدرجها وكلتا السفر السياحيتان الروسيتان ضمن برنامجيهما لزيارة سوريا، أضحت اليوم معروفة بوجود سجن عسكري تحول إلى معسكر للإبادة الجماعية، بعد أن كانت مشهورة بمعالمها الدينية (نحو 20 ديراً و ونحو 40 كنيسة).
وأشارت “لوبوان” في الأخير، إلى أن روسيا نشرت 63 ألف عسكري، أنقذوا نظام بشار الأسد. وبالتالي، فإنه ينظر إلى فلاديمير بوتين الآن على أنه عراب المنطقة. وبات المرتزقة الذين تستخدمهم شركة فاغنر للطيران التي يديرها أوليغارشي مقرب من الكرملين، باتوا يفرضون قوانينهم في سوريا.
ففي مقطع فيديو تم نشره مؤخراً، قام ستة منهم بقطع رأس سوري “فا” قبل تعليقه وإشعال النار في جسده. وقد رد المتحدث باسم الرئيس الروسي على هذا الحدث، بالقول: “هذا ليس من شأن الكرملين”.
نقلا عن القدس العربي