ناقش خبراء ومسؤولون سابقون ورجال دين عرب وإيرانيون، في ندوة، أسباب قيام إيران بتسيسس الحج ومنع موطنيهم من أداء هذه الشعيرة الإسلامية، واعتبروا أن نظام الملالي أراد من خلال تحريم الحج، ممارسة الضغط على المملكة العربية السعودية، لكنه وجد نفسه في عزلة إسلامية وموقف خارج عن الإجماع الإسلامي عرّضه لإدانات شعبية واسعة سواء من قبل أبناء الشعب الإيراني أنفسهم أو من قبل الشعوب والدول العربية والإسلامية.
إجماع الأمة ضد الإرهاب الإيراني
وقال الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين سابقاً وإمام جامع مدينة الخليل، في حديثه خلال الندوة التي نظمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من مقره في باريس وبثت عبر الإنترنت، إن “إجماع الأمة الإسلامية في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول، على إدانة النظام الإيراني مثّل إجماع الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ضد نظام ولاية الفقيه الذي ارتكب الكثير من الجرائم بحق هذه الأمة، من مجازر وحروب وإرهاب وتطرف”.
وأضاف: “نظام ولاية الفقيه يريد أن يستغل فريضة الحج للترويج لباطله وللترويج لإرهابه وللترويج للحروب التي يقوم بها في البلاد العربية التي قتل فيها مئات الآلاف من المسلمين في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي غيرها من البلاد. نعم يريد أن يوظّف مناسك الحج للترويج لهذا الباطل بمسيرات وبمظاهرات وبشعارات لا علاقة لها بالإسلام”.
واعتبر الشيخ التميمي أن “نظام الملالي يتحمل وزر وإثم عدم تأدية عشرات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني الشقيق هذا العام”، داعيا الأمة أن “تحدّد الموقف الحاسم والحازم تجاه ممارسات هذا النظام”.
أهداف دعائية ومحاولات تجنيد
أما رجل الدين الإيراني آية الله جلال غنجئي، وهو رئيس لجنة حرية الأديان في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقال في حديثه إن “نظام الملالي يستغلّ الحج لأهداف متعددة وأهداف دعائية والتقاط فرائس من شبان المسلمين ليستغلّهم كخلايا للتجسس والإرهاب. وعند ما يغض الطرف عن هذا الاستغلال فمعناه أنه أمام خطر أكبر من الفرص التي يستفيد منها في موسم الحج”.
وأضاف: “من أجل ذلك لا أكتفي بما يقال صحيحاً من «تسييس» الحج وغيره، بل أهتم بتدقيق الموضوع. بمعنى أن نظام الملالي ومنذ عشرات السنين أحدث بدعة في الحج ودفع الآخرين بأن يقبلوا منه بأن هذه البدعة شعيرة من شعائر الحج حسب الفقه الشيعي”.
مراسم مبتدعة
وبحسب آية الله غنجئي، فإن “نظام الملالي أضاف إلى مناسك الحج مظاهرة مشينة يسمّيها مراسم «البراءة من المشركين» ومن له علم بالفقه الشيعي يعرف أن فقه الشيعة بالنسبة لمراسم الحج لا يختلف عما يعمله المسلمون كافة من الإحرام والطواف والرمي والسعي والتقصير والذبح وما إلى ذلك”.
نظام مخادع
من جهته، قال الدكتور بسّام العموش، الوزير السابق وكذلك السفير الأردني السابق في إيران، إن “النظام الإيراني في اللغة السياسية هو الذي تحالف مع أميركا في الدخول إلى أفغانستان، وهو يلعن أميركا في المظاهرات. هو يريد، كما قال آية الله، ابتداع شعيرة في الحج وصيحات الموت لأميركا، ولكنه هو الذي دخل مع أميركا إلى العراق. هذا النظام هو الذي وقّع في الفترة الأخيرة اتفاقية مع أميركا ومع الغرب”. متسائلا: “فلما يخدع الشعب الإيراني ويكذب عليه ويقول له أنا أدعو إلى الموت لأميركا؟”.
ودعا العموش الشعب الإيراني أن لا يسكت على النظام بسبب تحريمه للحج وقال: يجب على الشعب الإيراني أن يقول للملالي: أنتم سلبتم منا السلطة في إيران وتسلبون منا حج بيت الله الحرام؟ لا يجوز السكوت. هذه فريضة. هذا ركن من أركان الإسلام”.
وقال العموش: “إيران تغرس خلايا نائمة. غرست الحوثي بعد أن استقطبته في قم وجعلت في ذهنه أشياء وأوهاما غير صحيحة. هذا النظام يأتي بالحوثي إلى اليمن ثم يرسل له البواخر بالأسلحة لتخريب اليمن… فإيران تعيث في الأرض فساداً. تقتل الشعب الإيراني وتكمّم أفواهه. أنا رأيت بأم عيوني شخصا يختطف في الشارع ويكمم فمه ويقتل بغير حساب والرافعات تعدم بالحبال ليس فقط بمناطق السنة، بل ضد الأكراد والعرب في الأهواز وفي كل إيران يقتل الشيعي قبل السني أيضا”.
ودعا الدبلوماسي الأردني السابق، إلى قطع كافة العلاقات العربية مع إيران، قائلا: “هذا النظام مؤذٍ للشعب الإيراني ومؤذٍ للمحيط العربي، ولذا كنت سابقاً قد دعوت إلى قطع العلاقات العربية مع هذا النظام ويجب على الدول العربية أن تقطع العلاقات”.
وأضاف: “أنا مقتنع بحكم وجودي في السفارة الأردنية في إيران أنه لا يوجد سفير عربي تآمر على إيران، بينما كل سفير إيراني في كل بقاع الأرض يتآمر. ونحن في الأردن وجدنا أن السفير الإيراني ما قبل السابق وجدناه قد أنشأ تنظيماً مسلحاً في الأردن”.
استغلال موسم الحج
أما سنابرق زاهدي من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقال إن “نظام ولاية الفقيه مبني على تصدير الإرهاب والحروب والتدخل في مختلف دول الشرق الأوسط”، مشددا على أن “هذا النظام ينظر إلى الحج ولحضور عناصره في أيام الحج كميقات للتواصل مع من تبقى منهم من المسلمين الذين لديهم جاهزية الاستقطاب من قبل الملالي وإذا لم تكن هناك هذه الإمكانية فمن المفضل التحرك نحو حظر الحج. في هذه الحالة قضية البراءة من المشركين تأخذ طابعا محوريا لنظام الملالي، بحيث لا يستطيع التنازل عنه”.