حوار مراسلة المركز الصحفي السوري – زهرة محمد
لم تكن شخصيته يوما بأقل من جرأة قلمه الصارخ الإنسان والفنان الذي يعشق الخطوط الحمراء ويستهويه الخوض فيها ؛هذا النسر الذي حلق بعيدا ليرفع عنه الظلم ؛وينشر رسالة السلام بفنه وقلمه ؛ والذي تحدى بأصابعه القاسية والتي لايخيفها في الحق لومة لائم ؛علي فرزات الإنسان والفنان والذي يعشق وطنه وحريته لحد الثمالة ؛أحب أن يشاركنا رحلته مع الكفاح الذي رافقه طوال حياته ؛فكان لنا معه هذا اللقاء المتفرد .
في البداية دعني أرحب بك أستاذي الكبير ضيفا كريماًوعزيزا
-وأنا أرحب بكم أهلاًوسهلاً.
1- أستاذي إذا اردنا العودة للوراء بعجلة الزمن ما هي أبرز محطات حياتك .؟
– من اهم محطات مسيرتي هي نشر اول كاريكاتير لي على صدر جريدة الايام السورية في الصفحة الاولى عندما كان عمري 13سنة في منتصف الستينات ومن المحطات المهمة هي احترافي للكاريكاتير بعد حصولي على الشهادة الثانوية ودخولي كلية الفنون الجميلة بدمشق . ومن المحطات المهمة هي اصدار جريدة الدومري الساخرة الناقدة عام2001 التي اغلقتها الحكومة السورية عام 2003 بسبب نقدها اللاذع للسلطة والنظام الحاكم ..!
2-ما هي أهم الجوائز التي حصلت عليهاخلتل مسيرتك ؟
-أبرز الجوائز حصولي على اول جائزة عالمية في مهرجان عالمي للكاريكاتير في 1978 في غابروفو ببلغاريا وبعد ذلك توالت الجوائز العالمية والعربية لكن اهمها جائزة الامير كلاوس الهولندية 2003وجائزة ساخاروف التي يمنحها اتحاد البرلمان الاوربي وتأتي بعد جائزة نوبل بالتصنيف.
3-ما هي التحديات التي واجة قلمك الجريء؛وهلا تحدثت لنا عن قصة محاولة قتلك من قبل المخابرات السورية ؟
– التحديات كانت كثيرة بدأت من التهديدات لي بالكف عن رسوماتي الناقدة للنظام والحكومة واجهزة الامن والبرلمان الى الاعتداء الذي تم عليي في عام 2011 عندما قامت عناصر من الشبيحة بملاحقتي والهجوم عليي في ساحة الامويين وهي اكبر ساحة رئيسية بدمشق التي يتواجد فيها مايقرب 23 من دوريات امن مختلفة لكونها تتوسط الاركان ووزارة الدفاع وآمرية الطيران والقيادتين وشارع القصر الجمهوري ولم يأت أحدا منهم لنجدتي خلال الاعتداء الذي استمر لربع ساعة قبل ان اوضع في سيارتهم ويستمر التعذيب والقتل ومن ثم تكسير اصابعي لكي لا ارسم وانتقد بشار حسب ماكانوا يقولون لي وتم التعذيب مايقارب ساعة وانا معصوب العينيين وبعدها رموني من سيارتهم على قارعة الطريق الطريق باتجاه المطار ..!
4-من المعروف أنك معارض للنظام السوري وبشدة هل كنت كذلك قبل الثورة وما هي مؤاخذاتك على النظام سابقاً؟
– بالنسبة لمآخذي على النظام كانت كثيرة لاسيما انه عندما كنت اصدر جريدة الدومري كانت تصلني وثائق عن الفساد ترتقي لحد الفاجعة وذلك من خلال عقود وصفقات مشبوهة بين الحكومة وورؤوس حاكمة في الدولة ومتنفذين من دائرة القرار والقصر مع بعض العصابات المعروفة بتجارة المخدرات والسلاح وتبييض الاموال محليا وعربيا وعالميا وايضا تلك القروض بالمليارات من المال العام لاستثمارات وهمية باسماء وهمية ..وغير ذلك من فساد اجتماعي واخلاقي وقضائي ..كل ذلك كانت خطوطا حمراء بالنسبة للسلطة حين بدأت الامسها من خلال رسوماتي وكتاباتي في الصحيفة وقبل ان تبدأ ملاحقتي وطرد ابنائي من وظائفهم بسب ممارستي نقد السلطة.. كل ذلك كان قبل الثورة بفترة طويلة منذ عام 2001 الى 2003 حين كسرت حاجز الخوف تمهيدا للثورة فيما بعد وبعد ذلك التاريخ واغلاق الصحيفة اسست موقعا على النت عنوانه(موقع علي فرزات) كاريكاتير علي فرزات…وتستطيعين الاطلاع عليه لتشاهدي رسوماتي عن الرئيس بشار والقيادات السورية وحزب البعث والمخابرات ورجال المافيات الاقتصادية والبرلمان واكنت اقوم برسمهم والسخرية منهم وانا داخل دمشق قبل ان يتم الهجوم عليي في عام في شهر أغسطس 2011 .
5-بالنسبة لكونك فنان ومبدع ومعارض أصيل ما هو موقفك أورأيك بالمعارضة السياسية الخارجية ؟
-بالنسبة للسياسات الخارجية لها مسارات لاتتقاطع مع مايجري على الارض ..فهي في واد والثورة في واد آخر ولو كان لها فعل وتاثير على الثورة لكانت انتهت منذ 3سنوات ونصف والقاعدة المعروفة للثورة السورية انها لم تقم بتوجيه سياسي او احزاب ولم يتم التخطيط لها لاسيما ان حزب البعث قضى على كل الاحزاب والمعارضة طوال فترة حكمه والذي حدث منذ اربع سنوات هو تسونامي بشري سوري ضد ظلم وقمع وخوف عمره 50 عاما كارثيا من حكم قام على اغتصاب سورية عام 1963 بقوة الدبابات والمدافع ولم يأت من خلال صناديق الاقتراع..
6-يبدو أن المؤامرة التي تحدث عنها رئيس النظام السوري صحيحة ألا توافقني الرأي ؛وهل هذا برأيك سوف يجعل السوريون يتراحعون عن مطالبهم في أسقاط النظام بعد أن انهكتهم الحرب ؟
– بعد 4 سنوات من دعم روسيا وايران والصين بكافة الاسلحة المختلفة والاسلحة السياسية في مجلس الامن والفيتو ودعم امريكا والمجتمع الدولي له .نراه يتهاوى على مساحات سورية ولم يبق لرئيس النظام سوى شارع او شارعين في العاصمة فقط يستطيع التحرك بهما اما ارادة الانسان السوري البسيط الذي رفع في اول مظاهرة له (الشعب السوري مابينذل)لم تنهكه الغازات السامة والكيماوي وهدم البيوت على رؤوسهم والقاء براميل الموت على احيائهم البراميل التي ليست لديها عناوين الطوائف والديانات والمذاهب لتسقط على هذا وتترك ذاك..واليوم نرى ان النظام استعان بالمتشددين والدواعش لارهاب العالم وفرض الخيار الذي يقول انا..او داعش..كل تلك المرحية الدامية اخرحها له الغرب والشرق بمعرفة الانظمة العربية ليطيلوا بعمر النظام الذي بقي حارسا امينا على حدود الجولان والقنيطرة المباعتين منذ 1975 تحت يافطة المقاومة والممناعة المؤلفة من حزب الله والنظام وسراب الوهم والخداع..!! علمنا تاريخ الكوارث والغزوات ان الشعب والوطن يبقى والغزاة يتبخرون ..ولا احدا يقارن بين بقاء شعب ووطن وبين استمرار طاغية. الا اذا كان يعيش (بالبيمارستان) العصفورية..!! الشعب مؤلف من ضمير ووجدان ونواميس تمتد حتى 10000 آلاف من السنين وكراسي الطغاة خشب هش لاتصمد امام لهيب الثورات..!!
7-ما هي أحلام علي فرزات ؟
– احلامي ليست احلاما من التمنيات ..انها طموحات وأمل وعمل امارسه كل يوم من خلال رسم الفجر القريب على صفحات الصحف وفي المعارض المتنقلة في انحاء العالم عن سورية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ولن أهدأ حتى أرى الغد الجميل الغد الأحلى بسورية الديمقراطية التعددية الحرة يحكمها القانون والعدالة..ولست الوحيد الذي يفعل ذلك .اسألي الاطفال السوريين الذين فقدوا اسرهم واعضاءهم ويسكنون المخيمات ومع ذلك يرفعون علامة النصر والابتسامة,..اسألي المقاومة التي تمارس النضال دون كلل او ملل منذ 4 سنوات وهي تقاتل الدواعش والنظام دو ن حساب لصقيع او قيظ او دمار او موت..اوالاحتلال الايراني لسورية يرسل الميليشيات من الكمبوديين والايرانيين وميليشيات حزب الله والافغان والكوريين والروس والصينيين قوافل قوافل االى ليسندوا النظام من الانهيار وهو الأن قد تبخر النظام تماما ولم يبق سوى الاحتلال الايراني ..والعالم كله اصبح يعرف ذلك ويحرف.
8-ماذا يقول علي فرزات للشعب السوري بمناسبة مرور اربع سنوات على الثورة ؟
-اقول للشعب السوري باترك الله في سواعدكم التي باحداها تستدرون وطنا كان أسيرا للطغاة وبالساعد الآخر ترفعون مجد سورية وكرامة السوري الحر من جديد..
9-ما هي حدود قلمك الصارخ؟
– لاحدود لقلمي طالما الشر والخير في صراع على الأرض في العالم ..فقلمي من دم ولحم وفيه نفحة من روح الانسان ..!
10- في ختام لقائنا ماذا تقول لسوريا ؟
-الظلم يطول لكن لا يستمر .
