بدأ الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم، الاستشارات البرلمانية الملزمة لتكليف رئيس بتشكيل الحكومة الجديدة، بينما طلب وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، من اللبنانيين التعجيل بتشكيل حكومة جديدة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الحريري وصل إلى قصر بعبدا، مقر الرئاسة اللبنانية، وبدأ مشاورات مع عون، وذلك بعد أن أدت خلافات على مدار أسابيع إلى تأخير الاتفاق على حكومة جديدة يمكنها العمل على انتشال البلاد من أزمتها المالية.
تسمية واستشارات
وأعلنت كتل المستقبل والحزب الاشتراكي وتيار المردة وحركة أمل وعدد من الكتل الوسطية ونواب مستقلون عزمهم على تسمية رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي من المتوقع أن يتم تكليفه بتشكيل الحكومة في نهاية الاستشارات من خلال مراسيم تصدرها الرئاسة اللبنانية، بعد ظهر اليوم.
وكان الرئيس عون قد دعا نواب البرلمان، أمس، إلى تحمل مسؤولياتهم في تسمية رئيس جديد للحكومة ومراقبة عمل أي حكومة قد يتم تشكيلها.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، نجيب ميقاتي، تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة المقبلة، وأعرب عن أمله أن تكون الحكومة المقبلة فاعلة وقادرة على القيام بالإصلاحات المطلوبة.
يأتي ذلك بينما قال مراسل الجزيرة إن كتلة حزب الله النيابية تقول إنها لا تسمي أي مرشح لرئاسة الحكومة اللبنانية.
وسيتعين على أي حكومة جديدة التعامل مع انهيار مالي يزداد سوءا، ومع تفشي فيروس كورونا المستجد وتداعيات الانفجار الهائل، الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس/آب، وأودى بحياة نحو 200 شخص.
مطالبة وأزمة
وسعت فرنسا في أغسطس/آب الماضي إلى دفع السياسيين اللبنانيين لمعالجة الأزمة غير المسبوقة؛ لكنهم لم يتمكنوا بعد من اتخاذ الخطوة الأولى، وهي الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة سريعا.
وفي هذا السياق، طلب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من اللبنانيين التعجيل بتشكيل حكومة جديدة، قائلا إنه كلما تأخر تشكيل الحكومة غرق المركب أكثر على حد تعبيره.
وظهر الحريري مرشحا لتشكيل حكومة جديدة يمكنها إحياء جهود فرنسا، التي وضعت خارطة طريق لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تفتح الباب أمام عودة المساعدات الخارجية، التي يحتاجها لبنان بشدة.
وكان من المفترض أن تعقد المشاورات النيابية في الأسبوع الماضي؛ لكنها تأجلت وسط خلافات سياسية، ويتعين على عون اختيار المرشح الذي يحظى بأكبر قدر من التأييد من أعضاء مجلس النواب، الذي يمثل فيه حزب الله وحلفاؤه أغلبية.
ومن المتوقع أن يحصل الحريري على عدد كاف من الأصوات، اليوم الخميس، ما لم تظهر عقبات في اللحظات الأخيرة، ليتولى بذلك المنصب للمرة الرابعة في بلد غارق في الديون، واستقالت حكومته الائتلافية أواخر العام الماضي وسط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة.
نقلا عن الجزيرة