تدور منذ أيام عمليات قتالية في بلدة عرسال البقاعية بين فصائل من المقاتلين السوريين ووحدات من جيش لبنان الشقيق ، البلد الذي يستضيف عددا من المهاجرين السوريين يعادل 40% من مواطنيه ، ويتحمل أعباء مادية وسياسية ينوء بحملها اقتصاده ووضعه السياسي والعسكري، تعبر استضافته لهم عن موقف أخوي وتعاطف صادق وتضامن حقيقي يحمد مجتمع لبنان ودولته عليه ، ولا بد أن نسجله لهم في كتاب العلاقات الأخوية ، التي سنقيمها معهم في السراء والضراء ، بعد أن تتخلص سورية من النظام المجرم ، ويقلع الذين يساعدونه عن قتل مواطناتنا ومواطنينا ، ويغادرون وطننا المنكوب .
من غير المقبول والجائز أن ننقل نحن المعركة من بلادنا إلى خارجها . ومن الخطأ الفادح مقاتلة جيش شقيق ، مهما كان موقف بعض مسؤوليه سلبيا منا . ولا يحق لأي فصيل سوري احتلال أراض لبنانية ، لمجرد أن دائرة في هذا الجيش تتعاون مع حزب الله اعتقلت قياديا في تنظيم أو اعتقلت معارضين أو سلمتهم إلى النظام المجرم في دمشق ، فهذه مشكلات كان على الائتلاف تسويتها ، لو كان يقوم بواجبه. كما لا يجوز أن نرسم مواقفنا في ضوء الانفعالات وردود الأفعال ، خاصة وأن توسيع الصراع ليس في صالحنا ، ولا يعبر عن قرار وطني اتخذناه ، ويمكن أن تترتب عليه نتائج بالغة الخطورة، أشدها خطورة اقتناع قطاعات واسعة من شعب لبنان المتعاطف والمتضامن معنا بالتخلي عنا ، بعد أن شرع البعض منا يحتلون قراه وبلداته ، ويخوضون حربهم على أرضه ، ويقتلون ويهجرون مواطنيه !.
أوقفوا القتال في لبنان وأطلقوا سراح من اختطفتموهم من جنوده وعناصر أمنه فهم ليسوا أعداءكم ، واعلموا أن لبنان ليس ولا يجوز ان يكون ساحة لمعارككم ، وبادروا إلى سحب مقاتليكم منه فورا، وامنعوهم من اجتياز حدوده مرة أخرى لأي سبب كان، وقاتلوا بالشجاعة التي نعرفها عنكم من يجتازون من مرتزقة حزب الله حدود بلادكم ولقنوهم أقسى الدروس ، واتركوا جيش وشعب لبنان للمصيبة التي يرزحان تحتها ، التي يمثلها احتلال إيراني يسمي نفسه كذبا “حزب الله” ، ويكرههم على الرضوخ لإرادته بقوة السلاح .
أما أنتم يا اخوتنا في عرسال والشمال ، في بيروت وصيدا وكثير من مناطق الجنوب، كما في جيش لبنان ، فإننا نطلب عفوكم عن أي خطأ يقترفه البعض منا ، ونعبر عن امتناننا الشديد لكم ، ونعدكم أن نبقى اخوة محبين ، عارفين بجميلكم راغبين دوما في أن تعيشوا ،ونعيش معكم ، بسلام وأمان ، وأن يكون وطنكم حرا ودولتكم قوية مهابة الجانب .
اتحاد الديمقراطيين السوريين مكتب الرئاسة