يتجاهل النظام السوري الاستجابة لإخلاء الحالات الصحية المستعجلة في بلدة مضايا بريف دمشق، وسط تدهور صحي لحالات مرضى الفشل الكلوي داخل البلدة المحاصرة.
حتى اليوم، الثلاثاء 25 تشرين الأول، يرفض النظام السوري إخلاء أكثر من سبعة مرضى بحاجة إلى إخلاء فوري لإجراء غسيل كلوي، بعد مضي قرابة ستة أسابيع على ظهور أول حالة، متمثلة بالمريض علي غصن، ويعاني من مضاعفات وصفها أطباء البلدة بـ”الخطيرة”.
وللوقوف على سبب إيقاف ملف مضايا وتجاهل تلك الحالات، تحدثت عنب بلدي مع الناشط الميداني في مضايا، المطلع على القضية، حسام محمود، وقال إن جميع الملفات المرتبطة بالبلدة معطلة، وليس هناك أي تحريك بخصوص مضايا.
ويعود إيقاف الملفات لخلاف بخصوص 90 طالب ثانوية عامة، خرجوا منتصف تشرين الأول الجاري، إلى مدينة الروضة المجاورة لتقديم الامتحان الترشيحي الذي يمكن من قبول التحاقهم بامتحانات الثانوية، بعد أن صادر هوياتهم.
وأوضح محمود أن عددًا من الطلاب بقي خارج مضايا ولم يعد إليها، بعد أن أخرج النظام السوري عددًا من أبناء البلدة “المحسوبين عليه” (ليسوا طلابًا)، وحرم بذلك 25 طالبًا بعد أن استبدل أسماءهم، وفق تعبيره.
“توقفت ملفات مضايا لأن حزب الله يربطها بضرورة عودة أولئك الأشخاص إلى البلدة”، وفق محمود، الذي لفت إلى أن الحزب يُطالب بإخراج عدد مماثل من أهالي بلدة الفوعة، “على اعتبار أن المحسوبين على النظام خرجوا، حتى لو كان الأمر خارج نطاق اتفاق مضايا- الزبداني و كفريا- الفوعة”.
وكان الشاب محمد المويل، توفي أمس الاثنين، بعد مناشدات أطلقتها الهيئة الطبية في مضايا لإخلائه، إلا أنها لم تلق استجابة، بل عرقلها “حزب الله” الذي يطالب بإخراج عدد من أهالي الفوعة، مقابل السماح بخروجه إلى إدلب لتلقي العلاج.
وأصيب المويل قبل أيام على يد قناصة “حاجز العسلي”، ووفق ناشطين فقد وصل عدد المصابين برصاص القناصة المتمركزين فيه، إلى أكثر من 100 ضحية خلال “فترة زمنية قصيرة”.
ويتهم ناشطو مضايا “حزب الله” والنظام، بتضييق الخناق على البلدة وجارتها بقين، بينما يتخوف الأهالي من أيام صعبة قد تأتي مع قدوم فصل الشتاء في ظل شح كبير في مواد التدفئة.
وتدخل مدينة مضايا، التي يقطنها نحو 40 ألف مدني، في حصار كامل منذ نحو عام، من قبل قوات الأسد و”حزب الله” اللبناني، وكانت آخر قافلة إغاثية دخلت إليها قبل حوالي أكثر من أربعة أشهر.
عنب بلدي