لاجئ سوري مخترع لم يجد دعماً في ألمانيا لصنع ابتكاراته

غادر هشام الجاسم الذي كان يعمل في فوج إطفاء مدينة الطبقة إلى أوربا لأجل تحقيق ابتكاراته على أرض الواقع، لكنها ما تزال حبيسة الأوراق والحبر.

 

وتحدث موقع “مهاجر نيوز” أمس عن قصة رجل الإطفاء والمخترع هشام الجاسم الذي غادر سوريا منذ سنوات باحثاً عن مكان آمن له ولأفراد أسرته، واستقر ثلاث سنوات في تركيا، إلا أن الأمل في تحقيق “المعجزات” جعله يفكر في السفر إلى أوروبا.

 

وصل الجاسم المنحدر من محافظة الرقة إلى ألمانيا عام 2015 وكان همه الأكبر منذ لجوئه هو البحث عن تسجيل براءة اختراعاته المتعددة، التي ما تزال إلى اليوم حبراً على ورق، وأن الظروف لم تساعده بسبب توقف مساره التعليمي بعد المرحلة الابتدائية.

 

وأشار الموقع المختص بشؤون الهجرة إلى أن اختراعاته انطلقت من فكرة بسيطة سهلة التحقيق، بحسب وصف الجاسم، مثل مظلة تقاوم الرياح وتطلق الموسيقى، إلى خزانات تطفئ الحرائق في الطائرات المدنية، ومشروع موقف سيارات متحرك وذكي، ومشاريع أخرى متعلقة بالمياه الجوفية والبيئة، كلها أفكار صاغها هشام الجاسم على شكل مخططات على الورق، وحول بعضها إلى فيديو توضيحي أملا في الحصول على براءة اختراع لأحدها في ألمانيا.

 

في ألمانيا، يتم إيداع طلب البراءة لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الألماني – DPMA في ميونيخ أو في مكاتب تابعة له بكل من برلين أو يينا، هناك يقوم المخترع بتقديم طلب للحصول على براءة الاختراع مع جميع الوثائق ذات الصلة، وهو ما لم يتمكن الجاسم من فعله إلى الآن.

 

يقطن هشام الجاسم حالياً بمركز لاجئين في إيسناخ الألمانية، مع أسرته المكونة من ثمانية أشخاص، ويشتكي من أن الدعم المادي لا يسد حاجياته خاصة بعد الديون التي حصل عليها من أجل العمل على أفكار الاختراعات، وعليه الآن تسديدها، كما يشتكي أيضا من عدم توفير منزل خاص له برفقة أسرته، معتبراً أن المكان الذي يقطنه مكتظ، ولا يسمح له بالتركيز على اختراعاته.

 

قبل القدوم إلى ألمانيا، عمل هشام الجاسم في مجال إصلاحات الكهرباء، والتحق بعدها بفوج الإطفاء بمدينة الطبقة السورية سنة 1999، أما في ألمانيا، فيقول إنه لم يتمكن من إتمام دراسة اللغة الألمانية بسبب وضعه الصحي، فهو مصاب بجلطة في رجله تسبب له مشاكل على مستوى الرئة، كما أن وزنه يقارب 150 كيلوغرام.

 

الوضع الصحي لجاسم، إضافة لعدم توفره على ما يكفي من المال حسب قوله وعدم تلقي دعم خاص بـ “الاختراعات”، ثم عدم إتقان اللغة الألمانية واضطراره للاستعانة بأشخاص غرباء عنه من أجل التواصل مع المؤسسات الألمانية، هي أبرز المشاكل التي حالت دون التقدم ولو خطوة إلى الأمام في سبيل الحصول على براءة اختراع أو تنفيذ أحد مشاريعه.

 

يرى الجاسم أنه قام بعدة محاولات، وتواصل مع العديد من المؤسسات من أجل تحقيق حلمه، لكن ذلك لم يؤتِ ثماراً، يقول في حديثه لمهاجر نيوز “أفصحت عن مخططات اختراعاتي لمنظمة كاريتاس، كما أن AWO يعلمون بكل جهودي، صحيح أنهم يوجهونني لمؤسسات أخرى، لكني لا أفلح في إنهاء المهمة بدون دعم”.

 

يؤكد الجاسم أنAWO ومنظمة الكاريتاس أعطوه أملا وقاموا بتحفيزه على ترجمة الاختراعات وساعدوه في ذلك، ثم وجهوه للمؤسسات المكلفة من أجل الحصول على براءة الاختراع. وحتى البوندستاغ الألماني، يقول هشام أنه راسلها عبر الاستعانة بمدرب أبنائه في رياضة التكواندو. هذا الأخير أكد له أنه حصل على موعد مع البوندستاغ الألماني فعلا في شهر مارس 2023، لكنه لا يتوفر لا هو ولا المدرب على أي وثيقة أو أيميل يؤكد ذلك إلى الآن.

 

يقول الجاسم “أنا فعلا محبط، لم أتمكن من إنجاز أي شيء رغم أن كل أفكار اختراعاتي لا تكلف الكثير على المستوى المادي، وكلها اختراعات لصالح الإنسان والبيئة، كل ما أحتاجه أن تتكلف جهة ما بمساعدتي على تسجيل هذه الاختراعات من أجل أن أجد مؤسسات تعمل على تنفيذها، هذا طلبي الوحيد والبسيط للغاية الذي لم أتمكن من تحقيقه بسبب وضعي المادي الضعيف للغاية، وأيضا بسبب صعوبة تنقلي لأسباب صحية”.

 

يقوم هشام الجاسم منذ مدة بمراسلة مشاهير خارج ألمانيا، أملا منه في دعم معنوي ونشر ندائه على أكبر نطاق، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بين من توصلوا بندائه: وزير الثقافة السوري السابق، رياض آغا، الذي كان قد نشر تدوينة على الفايس بوك حول الموضوع.

 

يقول الجاسم إن سبب تدهور حالته الصحية في ألمانيا نفسي بالأساس حسب تأكيد الأطباء المتابعين لوضعه، ويعزو ذلك إلى عدم تمكنه من تحقيق أحلامه، المتعلقة بإنجاز الاختراعات في ألمانيا، التي يعتبرها “مشاريع إنسانية وتخدم الإنسان والبيئة”.

وكشف الجاسم في حواره مع الموقع أنه تعرض للنصب من قبل لاجئين سوريين في الكثير من محطاته منذ وصوله إلى ألمانيا، جهله باللغة والقوانين، واعتماده دائما على ما يقوله الغير عوض استقاء المعلومة من مصدرها الرسمي، جعله ضحية تلاعب إن كان من أجل لم شمل أسرته بداية، أو من أجل التقدم في أفكار اختراعاته. يحكي أن الكثير من الأشخاص، غالبيتهم لاجئون ومهاجرون، حاولوا أن يأخذوا منه مخططات المشاريع، لينسبوها لأنفسهم، منهم طلبة مهندسون سوريون في ألمانيا، حسب قوله.

 

تعرض الجاسم لعملية نصب من طرف بعض اللاجئين السوريين في دوسلدورف، حسب روايته، بعد أن منحهم ما يزيد عن 3 آلاف يورو، ليكتشف أنهم يقومون بتزوير الوثائق فقط في ألمانيا، وقد سجل شكاية حول الموضوع لدى الشرطة حسب قوله.

وأثناء محاولة هشام تطوير طريقة تقديمه لأفكار اختراعاته ليعرضها بشكل أكثر بساطة على المؤسسات التي قد تساعده على الحصول على براءة اختراع، كانت المصاريف التي يطالب بها أكبر من أن يتحملها، مؤكدا أنه قد دفع 2000 دولار أمريك لشركة خارج ألمانيا (صاحبها موجود بإقليم كردستان) من أجل أن يحضر له فيديو من بضع ثوان يشرح ابتكارا لإطفاء حرائق الطائرات.

عالم مغربي يعتزم وضع براءة اختراع لشاحن بطارية بخمس دقائق

ويشتكي عدم حصوله على تعويض لذلك من الجوب سانتر.

 

يحكي هشام الجاسم، أنه قد قام بتوقيع عقد سنة 2017، يفيد بأنه سيحصل على أرباح بقيمة 15 بالمئة، بينما ستحصل “الشركة” التي زاره أشخاص من فريقها على 35 بالمئة، مؤكدا على أن الأشخاص الذين قدموا إليه من مدينة باساو، لم يحدثوه عما سيحصل بـ 50 بالمئة الأخرى من أرباح تصنيع أحد اختراعاته.

https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/902611191129318
طارق الجاسم / قصة خبرية

 

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist