ذكر موقع Middle East Eye اليوم الأحد 6 تشرين الأول (أكتوبر) بحسب شهادات الناجين من حرب إسرائيل على لبنان أنهم تعرضوا للابتزاز عند نقاط التفتيش التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والأسد أثناء محاولتهم العودة إلى المدن التي مزقتها الحرب.
وبحسب الإعلام اللبناني فقد قدرت الحكومة اللبنانية أن نحو 310 آلاف شخص، معظمهم من السوريين، فروا من البلاد منذ بدأت إسرائيل هجومها على بيروت وجنوب لبنان الأسبوع الماضي. وقال أحد الناشطين لموقع ميدل إيست آي: “إن هؤلاء الأشخاص في الغالب من هذه المنطقة. لقد فروا عندما تحولت منازلهم إلى ساحة معركة، والآن يعودون فقط لمواجهة أزمة أخرى”.
وبحسب ناشطين فقد لجأ أكثر من 16500 شخص من النازحين إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية في الشمال الشرقي، بينما فر 2000 شخص آخرون إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المدعومة من تركيا، وفقًا لمنظمة شفق الإنسانية ومقرها شمال سوريا.
وأجرت شفق مقابلات مع نحو 47 عائدًا، وقالت إن معظمهم سوريون من ريف إدلب (سرمين، بنش، جبل الزاوية)، وريف حلب الشمالي، وريف حماة. وقالت شفق في إفادة صحفية إن بعض العائدين ينحدرون من مناطق خاضعة لسيطرة الأسد مثل حلب ودمشق، لكنهم اختاروا التوجه إلى شمال غرب سوريا، معتقدين أنها أكثر أمانًا.
وبحسب شفق فإن اللاجئين دخلوا إلى سورية عبر عدة معابر، منها المصنع والدبوسية والعريضة، وكانت وجهتهم النهائية إدلب وريف حلب الشمالي ومخيم أطمة، وخلال رحلتهم تعرضوا للابتزاز والاستغلال من جهات مختلفة، وتم سرقة بعض متعلقاتهم الشخصية كالهواتف النقالة، ومصادرة بطاقاتهم الشخصية في بعض نقاط التفتيش.
وبحسب شفق فإن السوريين الفارين ظلوا عالقين لمدة ثلاثة أيام بلا مأوى بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحكومة الأسد، وتعرضوا للإهانات والشتائم على الحواجز أثناء مرورهم بمناطق سيطرة الطرفين. وقال أحد النازحين، لموقع ميدل إيست آي إنه تم استجوابه من قبل عناصر ملثمين عند نقطة التفتيش. وأضاف: “كان علي أن أشرح أنني سوري، ولا أنتمي إلى حزب الله أو أي جماعة مسلحة لبنانية”.
وذكرت مصادر محلية وشفق أن العديد من اللاجئين أجبروا على ترك أوراقهم الثبوتية عند نقاط التفتيش التابعة للمعارضة قبل السماح لهم بالدخول، كما خضعت تلك الأوراق لمزيد من التدقيق الأمني.
وأضاف النازحون أنهم تعرضوا للابتزاز على المعابر ، “وكان علينا أن نستبدل 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية”، كما أوضح قدور( اسم مستعار). “كان من المفترض أن يعادل هذا نحو 1.5 مليون ليرة سورية في السوق السوداء ، لكنهم أعطونا مليون ليرة سورية فقط بسعر الصرف الحكومي”. ورغم الثمن الباهظ الذي دفعه، قال إنه لم يكن لديه خيار سوى الدفع من أجل تأمين عودته إلى شمال سوريا. واستقر اللاجئون الذين بحثوا عن ملاذ آمن من الأزمة المتفاقمة في لبنان لدى أقاربهم أو استضافهم سكان محليون.
وبحسب الموقع يرى عمر أوزكيزيلجيك، المحلل الإقليمي في المجلس الأطلسي، إن تدفق اللاجئين إلى شمال سوريا يمكن أن يُنظر إليه على أنه خطر أمني في تركيا. وأضاف أن “هذا التطور هو إشارة واضحة إلى أنه في حال بدأت موجة لاجئين ضخمة في لبنان فإن معظمهم سيتجهون نحو الحدود التركية في سوريا”.
وأضاف أنه “في ظل تصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا، فإن هذا التطور ينبئ بأن التصعيد العسكري في لبنان سيكون له تداعيات تتجاوز حدوده وقد يهدد الأمن القومي التركي”. وفي تصريح لموقع “ميدل إيست آي” قال الدكتور خالد خوجة، وهو سياسي تركي سوري و رئيس سابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن الحكومات اللبنانية المتعاقبة حاولت دون جدوى إعادة اللاجئين السوريين من خلال اتفاق مع الأسد.
وأضاف إن “الأسد رفض استعادة مواطنيه، باستثناء أعضاء المعارضة الذين بحث عنهم النظام وسلمهم له”. وحذر خوجة من أن شمال سوريا غير مجهز لاستقبال تدفق كبير للاجئين. وأضاف في تصريحه: “إذا تطورت الحرب وامتدت إلى الأراضي السورية، فمن المحتم أن تصبح المنطقة قنبلة ديموغرافية”. “يجب أن نكون مستعدين لهذا السيناريو المحتمل الآن، خاصة وأن المنطقة تفتقر إلى كافة أنواع البنية التحتية”.
I’m always impressed by how much value you provide in your posts.