يقول أحد الشبان السوريين الذين أنقذوا فتاة أميركية من التحرش ليلة رأس السنة إن حمايتهم لها كانت نابعة من تربيتهم وأخلاقهم ودينهم، حيث كانت الفتاة في حالة هستيرية بسبب ما تعرضت له من تحرش عنيف.
لا تزال أحداث التحرش بالنساء ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا الألمانية تلقى اهتماما واسعا بالإعلام الأوروبي والأميركي، لكن خبرا معاكسا أحدث مؤخرا ضجة بألمانيا، حيث شكّل لاجئون سوريون ليلة رأس السنة “درعا بشريا” حول فتاة أميركية لحمايتها من تحرش شبان سكارى بعد أن ابتعد عنها صديقها في الازدحام.
وتمكنت الجزيرة نت من الاتصال بأحد الشبان الذين أنقذوا الفتاة، ويدعى هشام أحمد محمد، وهو مدرس قدم من مدينة حلب إلى ألمانيا قبل ستة شهور.
ويقول هشام إنه اجتمع مع أصدقائه السوريين المنتشرين في أنحاء ألمانيا بمدينة كولونيا ليلة رأس السنة، حيث لم يكن يتصور حجم الفوضى التي حدثت تلك الليلة، كما لم يتوقع أن يلقى ما فعلته مع أصدقائه مع الفتاة الأميركية “كيتلين” (27 عاما) ذاك الصدى الإعلامي.
ويضيف أن حمايتهم للفتاة ومساعدتهم لها حتى تلتقي صديقها كانت نابعة من تربيتهم وأخلاقهم ودينهم الإسلامي الذي يعلمهم الوقوف إلى جانب المحتاجين، وأن كيتلين كانت في حالة هستيرية بسبب ما تعرضت له من تحرش عنيف.
ويتابع أنهم حاولوا طمأنة الفتاة لكنها كانت في حالة ذعر ولا تثق بأحد، حيث اقترب شبان سكارى مرة أخرى وحاولوا التحرش بها، وعندها أحاط بها هشام مع ستة من أصدقائه السوريين وتصدوا للمتحرشين.
ويقول هشام “بعد أن عثرنا على صديقها قدموا لنا الشكر وتبادلنا الصور وأرقام الهواتف، وفوجئت بعد أيام بأنها تتصل بي وتقول إن صحيفة نيويورك تايمز ستتصل بك، وما زالت وسائل الإعلام الغربية تتصل بنا وتسلط الضوء على ما فعلناه”.
ردود فعل
وكانت أحداث التحرش التي تعرضت لها عشرات النساء في كولونيا خلال احتفالات رأس السنة قد دفعت السلطات الألمانية لاتخاذ إجراءات حازمة ضد اللاجئين، كما انعكست الأحداث على الشارع الألماني وتسببت بردود فعل سلبية تجاه كل اللاجئين.
ومنعت بلدية بورنهايم، قرب مدينة بون، اللاجئين الذكور الذين تجاوزت أعمارهم 18 عاما من دخول المسابح خوفا من التحرش، كما ألغت بلدية راينبرغ الألمانية احتفالات الكرنفال الشهير لأن الاحتفالات تقام قرب مراكز إيواء اللاجئين.
ونتيجة لتصاعد الأحداث وردود الفعل تجاه اللاجئين، تظاهر مئات اللاجئين السوريين في ساحة كولونيا بعد أسبوعين من أحداث التحرش، ورفعوا شعارات منها “سوريون ضد العنف” و”سوريون ضد الاعتداءات الجنسية” في محاولة للتصدي لحملة التشويه التي يتعرضون لها، والتي أثرت على اندماجهم في ألمانيا.
ويأسف هشام لحملة التشويه ويقول “نحن هربنا مع عائلاتنا من الحرب بحثا عن وطن آمن، ولم نأت إلى أوروبا لنخرب كما تقول بعض وسائل الإعلام، وما فعلناه بالدفاع عن الفتاة يعكس قيمنا ومبادئنا التي تربينا عليها”.
المصدر : الجزيرة