الأناضول
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الاثنين، تأخر تحرك المجتمع الدولي بشأن الصراع في سوريا. وخلال إفادته إلى أعضاء مجلس الأمن، حول الوضع المأساوي في سوريا، قال كي مون إن “العمل المبكر لمنع الصراع وحماية حقوق الإنسان يساعد على تعزيز سيادة الدول”، بحسب مراسل الأناضول. وتابع “علينا أن نتساءل، على سبيل المثال، ما إذا كانت الجهود المبكرة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان والمظالم السياسية في سوريا أفضل من تصاعد الوضع بشكل مرعب، كما هو عليه الآن”. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على “أهمية التزام الدول الأعضاء بالجمعية العامة للمنظمة الدولية بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وعلى دور المجتمع الدولي في منع تكرار الإبادة الجماعية وتفشي الصراعات المسلحة”. وقال الأمين العام في النقاش المفتوح، اليوم، بمجلس الأمن الدولي، والذي لا يزال دائرا حتى الساعة (17: 00 ت.غ) حول “الحفاظ على السلم والأمن الدوليين: التفكير في التاريخ، والتأكيد مجددا على الالتزام القوي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”. وقال كي مون إن “ميثاق الأمم المتحدة هو وثيقة حية، وليس خارطة طريق مفصلة، وهو كالبوصلة بالنسبة لنا، فهو يكرس المبادئ التي صمدت أمام اختبار الزمن”. وشدد الأمين العام على أن “قلب ميثاق الأمم المتحدة هو الالتزام بمنع نشوب الصراعات المسلحة من خلال التسوية السلمية للمنازعات، وحماية حقوق الإنسان”، مشيرا إلى أن “الأمن الجماعي هو الغرض الأساسي لوجود الأمم المتحدة”. وأعرب كي مون عن امتنانه لجمهورية الصين الشعبية لتنظيم مناقشة اليوم بشأن إعادة تأكيد الالتزام بميثاق الأمم المتحدة في هذا العام الذي يصادف مرور 70 عاما منذ تأسيس المنظمة الدولية. وتابع قائلا “لقد تأسست الأمم المتحدة لمنع حرب عالمية أخرى، ونجحت في ذلك، وعلى الرغم من تكرار الإبادة الجماعية وتفشي الصراعات المسلحة، كان من الممكن أن تكون العقود السبعة الماضية أكثر دموية بدون الأمم المتحدة”. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه “يمكن للأمم المتحدة أن تكون أداة فعالة ومؤثرة للحفاظ على السلام والأمن، إذا ما توقفت بعض الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية عن استخدامها للسيطرة على العالم”، دون أن يوضح المعنيين من قوله. لكن لافروف أضاف قائلا “إنني أدعو الأمم المتحدة إلى أن تكون أكثر استقلالية وفاعلية في صنع القرار على المسرح العالمي”. وقال لافروف لأعضاء المجلس “يكفي أن نتذكر أن التفجيرات التي ضربت صربيا، واحتلال العراق، قد تم بذريعة كاذبة، كما كان التلاعب بتفويض مجلس الأمن طريقا إلى الدمار والفوضى المستمرة في ليبيا”. وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها