إيران وأذرعها الإعلامية والسياسية غالبًا ما تلجأ إلى استراتيجية خطابية دعائية لتصوير الهزيمة على أنها “انتصار عظيم”، وهي ليست ظاهرة جديدة أو فريدة لإيران فقط، بل جزء من أدوات الحرب النفسية والدعائية التي تستخدمها الأنظمة والأطراف العقائدية أو الثورية. فكيف تُستخدم هذه الاستراتيجية تحديدًا:
1. تحويل الخسارة العسكرية إلى نصر معنوي
عندما تتعرض قوات إيران أو أذرعها (مثل حزب الله، الحوثيين، أو الميليشيات العراقية) لخسائر في العتاد أو الأرواح، يتم التركيز على:
– “صمود” المقاتلين رغم “تفوق العدو”.
– “قدرتهم على البقاء في الميدان” رغم القصف العنيف.
– “الاستشهاد فوز”، ويتم تصوير القتلى كـ”شهداء النصر”.
و مثال ذلك بعد مقتل قادة بارزين بضربات جوية، يُقال إن “دماؤهم ستنتصر وستغير المعادلة”. كما حصل في كل مغامرات حزب الله مع إسرائيل ولاحقًا إيران في حربها الأولى و قد تكون الأخيرة مع إسرائيل أيضًا.
2. تسويق الإنجاز المحدود كإنجاز استراتيجي ، حتى لو كانت العملية محدودة أو فاشلة عمليًا، تُعرض على أنها:
– “رسالة وصلت إلى العدو”.
-“إعادة رسم لقواعد الاشتباك”.
– “هزّت الكيان الصهيوني أو أربكت أمريكا”.
كإطلاق صواريخ غير دقيقة يتم وصفه بأنه “إخضاع للعدو وجعل المستوطنين في الملاجئ”.
3. الاعتماد على سردية “العدوان” لتبرير الرد الضعيف، فعندما لا ترد إيران أو ترد بشكل محدود:
– يُقال إنها “اختارت الوقت والمكان المناسبين”.
– يُصور ضبط النفس على أنه “قوة وحنكة استراتيجية”.
– تُستخدم عبارات مثل “المعركة لم تنتهِ بعد”. ثم يُبرر الغياب التام للرد بأنه “جزء من معركة طويلة الأمد”.