كشفت صحيفة “صباح” التركية رد الفعل الأولي لجنود الانقلاب العسكري الفاشل ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو الماضي، فور علمهم بفشل المحاولة وفشل السيطرة على الدولة التركية وبدء الاعتقالات في صفوفهم.
وبحسب إفادة مساعد قائد القوات الجوية التركية، الذي شارك في المحاولة الانقلابية، والذي شارك في أخذ جنرالات الجيش كرهائن خلال مشاركتهم في حفل زفاف ليلة 15 تموز/ يوليو، فان الانقلابيين بدؤوا على الفور يتوسلون العفو والصفح عنهم.
ونقلت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته “عربي21″، اعترافات الضابط “مصطفى تورقاي، وهو مساعد الجنرال “عابدين أونال” قائد القوات الجوية التركية، وفيها تفاصيل مثيرة وصادمة، حيث جدولت الصحيفة الاعترافات على شكل نقاط، على النحو التالي:
– نزلت طائرتان مروحتان في محيط “نادي دينيز مودا”، وهو المكان الذي عُقد فيه حفل الزفاف، وتواجد فيه جنرالات الجيش، وكانت العلاقة قوية بين اللواء “قوكهان شاهين” وقائده الجنرال “عابدين أونال”، وبعد وصول الطائرتين والعناصر، تقدم “قوكهان شاهين” إلى قائده، وأخبره بأنّ وضعهم في خطر، وأنّ العساكر سيقدمون الحماية للجنرالات، وأغلق الغرفة عليهم، وعندما حاول قائد القوات الجوية الخروج ومعرفة ما يجري، أطلق “شاهين” النار في الهواء، وطلب من “أونال” العودة إلى داخل الغرفة، وهدده بإطلاق النار عليه، وسمعت صوت إطلاق نار آخر، وعندما ذهبت لأرى ما يجري، رأيت قائد القوات الجوية قد خرج من الغرفة، ورأيت أحدهم مكلبش اليدين.
– قمنا بالصعود إلى المروحية رفقة قائد القوات الجوية “أونال”، وذهبنا به إلى قاعدة أقنجي الجوية، وقد استقبل السكرتير العام السابق للقوات الجوية “أحمد أوزتشيتين” قائد القوات الجوية “أونال”، وذهبنا إلى الفيلق 141، وأدخل “أوزتشيتين” قائد القوات الجوية في غرفة، وأغلق عليه الباب بالقفل، وكان يوجد عشرة من عساكر القوات البرية في محيط الغرفة. ورأيت طيارا قد عاد من إقلاع جوي، وسألته ماذا يحدث؟ قال: “يحدث انقلاب، وسيأتي جميع القادة إلى هنا”، وأنا لم أفهم حتى تلك اللحظة أنّ ما يجري انقلاب عسكري.
– جاء الخبر إلى قاعدة أقنجي بأنّ الانقلاب فشل، وحينها قالوا: “لنسلّم أنفسنا”، ذهب الطيارون أولا، وبعد ذلك ذهب طاقم القوات البرية، ونحن ذهبنا، وطلبوا منا أنْ نلبس لباسا مدنيا ثم نسلم أنفسنا، وهكذا تركنا قائد القوات الجوية، وتركنا أسلحتنا. وقد توجه العساكر والجنود إلى قائد القوات الجوية وقالوا له: “قائدي نحن حاولنا القيام بانقلاب، لكننا لم ننجح، والعديد من الجنود والعساكر ليس لديهم علم بذلك، وقاموا بتنفيذ الأوامر، أرجوكم اعفوا عنا”.
– أنا كنتُ مسؤولا عن حماية قائد القوات الجوية الجنرال “عابدين أونال”، ونتابع جدول أعمال القائد أسبوعيا وشهريا، وكنت من ضمن العساكر الذين طُلب منهم حماية قائد القوات الجوية لحضور حفل الزفاف، وجهزنا أنفسنا ليلة 14 تموز/ يوليو، وذهبنا إلى حفل الزفاف في اليوم التالي، وجرى ما جرى بعد ذلك.
عربي 21