بعد هجوم مباغت استهدف حواجز قوات النظام على أطراف مدينة الحسكة، بسط تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته على أحياء النشوة الغربية والنشوة فيلات والنشوة شرعية، وأوقع نحو ثمانين قتيلا وعشرات الجرحى بين صفوف قوات النظام السوري في المدينة التي تعد مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
وأكد الناشط محمد الخلف من اتحاد شباب الحسكة أن مقاتلي تنظيم الدولة تغلغلوا في أحياء المدينة للسيطرة على مناطقها الجنوبية الواقعة على ضفة نهر الخابور، وقال إن “التنظيم ركز هجومه في الساعات الأخيرة على السجن المركزي في حي غويران غربي، بعد استهداف قوات النظام بشاحنة مفخخة انفجرت في الشارع الفاصل بين المدينة الرياضية والسجن المركزي”.
وأضاف الخلففي حديثه للجزيرة نت أن تنظيم الدولة أدرك صعوبة التقدم في مناطق الحسكة والشمال السوري مع الآليات العسكرية الثقيلة والأعداد الضخمة من المقاتلين، وذلك بسبب استهداف طيران التحالف الدولي لقواته وإلحاق الخسائر الكبيرة في صفوفه، فعمد إلى اتباع أسلوب قديم جديد وهو إرسال مجموعات صغيرة متنكرة بلباس قوات النظام لتنفيذ خطة معدة مسبقاً، يسبقها تفجير مفخخات لإثارة الفوضى والرعب في صفوف القوات.
وأدى تفجير شاحنتين مفخختين بأطنان من المتفجرات الثلاثاء الماضي إلى قتل العشرات من عناصر النظام ووحدات حماية الشعب الكردية المسيطرين على المدينة، بينما قتل عدد آخر -بينهم قائد الفوج الخامس هجانة العميد غسان حلوة- في عملية منفصلة نفذها أربعة من عناصر تنظيم الدولة تنكروا بزي قوات النظام.
فرار الأهالي جراء اندلاع المعارك بين تنظيم الدولة وقوات النظام (ناشطون)
الانغماسيون
وتابع الناطق باسم اتحاد شباب الحسكة قائلا إن “التنظيم أدخل تعديلات على هذه الخطة في الهجوم الأخير على مواقع قوات النظام في حي النشوة، حيث شغل قوات النظام على الجبهتين الجنوبية والجنوبية الغربية ليتيح المجال لتسلل أكبر عدد ممكن من عناصر مجموعات الانغماسيين وانضمامهم إلى الخلايا النائمة عبر حي النشوة فيلات لكونه متصلاً بأرض فيها تلال وأودية صغيرة تؤمن التحرك من مناطق سيطرة التنظيم جنوب الحي.
وأشار الناشط إلى “تحرك أكثر من خمسين عنصراً من الخلايا النائمة للتنظيم في حي النشوة الغربية وفي منطقة السكن الشبابي المجاورة لحي النشوة فيلات، ومع بداية المعارك سقطت المناطق بيد التنظيم تباعاً، وكان الدور الأكبر للخلايا النائمة”.
ولفت إلى أن التنظيم فجر مفخخة قرب حاجز فرع الأمن الجنائي، ثم تقدم المقاتلون لمحاصرته بمعاونة مجموعة “انغماسية”.
بدوره، قال الصحفي مجد العبيدي للجزيرة نت إن “قوات النظام قصفت الأحياء التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بالمدفعية الثقيلة والدبابات، بينما أغارت طائراته في الصباح الباكر على مدينة الشدادي أكبر معاقل التنظيم جنوب المحافظة، كما قصفت قرى العطا الله وزعيلة”.
وأشار العبيدي إلى أن تنظيم الدولة يحاول أن يخفف من خسائره عبر إرسال مجموعات تدخل ضمن صفوف الخصم، معتمداً على شراسة مقاتليه بالمقارنة مع خصومه، مما يرجح كفتهم على أي فصيل لا يتمتع بغطاء مدفعي أو جوي، كما حصل في مدينة عين العرب (كوباني) مؤخراً، حيث لم تستطع طائرات التحالف التدخل بسبب عدم وضوح الأهداف.
وأضاف أن “خسائر قوات النظام جراء هذه المعركة تقدر بـ150 قتيلاً، فضلا عن فرار العشرات من مليشيات الدفاع الوطني (الشبيحة)”.
المصدر : الجزيرة